فى بيان مشترك.. مصر وأنجولا تعلنان موقفا موحدا من قضايا القارة

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس جواو مانويل جونسالفيس لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا، الذي يقوم بزيارة رسمية لجمهورية مصر العربية.
وتأتي هذه الزيارة الرسمية في إطار العلاقات التاريخية العميقة من الأخوة والتضامن التي تجمع جمهورية مصر العربية وجمهورية أنجولا، وهي الروابط التي يعود تاريخها إلى نضال أنجولا من أجل الاستقلال. وتهدف الزيارة أيضًا إلى تعزيز الشراكة بين البلدين ودعم التعاون بين دول الجنوب.
ورافق الرئيس جواو مانويل غونسالفيس لورينسو وفد رفيع المستوى يضم العديد من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الأنغولية.
وخلال الزيارة، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس جواو لورينسو مباحثات موسعة بروح المودة والاحترام المتبادل والتفاهم، بما يعكس عمق وقوة وطبيعة العلاقات الاستراتيجية والثقة المتبادلة بين البلدين.
وتوجه الرئيس السيسي بخالص التهاني لحكومة وشعب أنجولا بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلالها الوطني في نوفمبر 2025 ورئاسة الرئيس لورينسو للاتحاد الأفريقي.
وبحث الرئيسان سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة ويخلق أطرا جديدة للشراكة الاستراتيجية.
وأكد الرئيسان على ضرورة تعميق التعاون الاقتصادي واتفقا على تكثيف الجهود المشتركة لتعزيز الاستثمار والتجارة، وخاصة في القطاعات التي تساهم في تنويع الاقتصاد في البلدين. ومن شأن هذا النهج المشترك أن يساعد في دعم أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز بناء القدرات المؤسسية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات لصالح السكان.
وفي هذا السياق، أكد الجانبان أهمية مواصلة الحوار بين البلدين واتفقا على عقد الجولة المقبلة من المشاورات السياسية في لواندا قبل نهاية العام. ويهدف قانون الإجراءات الجزائية إلى تقليص مدة المحاكمات من خلال جلسات عن بعد، مما يؤدي إلى تحقيق العدالة السريعة.
وباعتبارهما عضوين حاليين في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، تبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن قضايا السلم والأمن العاجلة في القارة الأفريقية، مع التركيز على الوضع السياسي والأمني في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية السودان وجنوب السودان وجمهورية الصومال الفيدرالية. وأكد الرئيس لورينسو التزام أنجولا الثابت بدعم التنمية المستدامة والسلام والاستقرار من خلال تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، “أفريقيا التي نريدها”، ومبادرة “إسكات البنادق” خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
وفيما يتعلق بالوضع في السودان، أعرب الرئيسان عن قلقهما العميق إزاء الصراع الدائر وعواقبه الإنسانية. وطالبوا بوقف فوري للأعمال العدائية واستئناف حوار وطني شامل يحفظ وحدة السودان وسيادته ويخفف معاناة شعبه. كما أعربوا عن دعمهم للمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة، وأكدوا على أهمية دور الاتحاد الأفريقي في حل النزاعات وجهود الوساطة. كما أعربوا عن رفضهم لأي محاولات لتشكيل حكومة موازية في السودان.
وفيما يتعلق بجنوب السودان، أعرب الرئيسان عن قلقهما إزاء التطورات الأخيرة التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات السياسية والأمنية.
وشددوا على ضرورة الحوار وبناء التوافق ومواصلة تنفيذ الاتفاق المتجدد لحل الصراع في جمهورية جنوب السودان.
وفيما يتعلق بالصومال، أكد الرئيسان دعمهما لوحدة الصومال واستقراره وأمنه وأدانا تصعيد الأنشطة الإرهابية، بما في ذلك محاولة الاغتيال الوحشية الأخيرة للرئيس الصومالي.
وفيما يتعلق بالوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكد الرئيسان مجددا إدانتهما لجميع أعمال العنف التي تقوض السلام والاستقرار.
وأشاد الرئيس السيسي بجهود الرئيس لورنسو في معالجة الأزمة في إطار عملية لواندا. وأكد رئيسا الدولتين التزامهما الثابت بوحدة وسيادة وسلامة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وشددا على أهمية استمرار الحوار بين جميع الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
ورحب الجانبان أيضًا بتعيين فخامة الرئيس فوري إيسوزيمنا غناسينغبي، رئيس جمهورية توغو، ميسّرًا جديدًا لعملية السلام وأكدا على الدور الأساسي للاتحاد الأفريقي في دعم المبادرات الإقليمية لتعزيز السلام والأمن.
وناقش الرئيسان الأمن المائي والتعاون في الأنهار الدولية، خاصة في ظل ندرة المياه. وشددوا على ضرورة الإدارة الشاملة للموارد المائية العابرة للحدود وفقا للقانون الدولي، وتحقيق المنافع المتبادلة مع احترام مبدأ عدم الإضرار. وأكد الرئيسان أيضا على ضرورة الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تأجيج الصراعات بين الدول المجاورة.
وأعرب الرئيسان أيضا عن قلقهما العميق إزاء تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وأكدا مجددا على ضرورة وقف إطلاق النار الدائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الشعب الفلسطيني، ودعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار والإنعاش.
وأشاد الرئيس لورينسو بالدور البناء والرؤية الاستراتيجية لمصر في جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة، فضلاً عن جهود الوساطة التي تبذلها لتحقيق السلام والأمن المستدامين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين.
وأكد الرئيسان دعمهما المتبادل لترشيحات البلدين في المحافل الدولية واتفقا على مواصلة المشاورات المنتظمة بشأن الأجندة الإقليمية والقارية والدولية.
وأكدوا على أهمية توحيد صوت أفريقيا لتعزيز تمثيل القارة في مؤسسات الحوكمة العالمية. وفي هذا السياق، جدد الرئيسان دعمهما الكامل لقرار الاتحاد الأفريقي بقبول ترشيح الدكتور خالد العناني، مرشح مصر والاتحاد الأفريقي، لمنصب مدير عام اليونسكو.
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن دعمه لاستضافة أنجولا للقمة السابعة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في لواندا، فيما أعرب الرئيس جواو مانويل غونسالفيس لورينسو رئيس جمهورية أنجولا عن دعمه لاستضافة مصر للدورة التاسعة والأربعين للمجلس التنفيذي والقمة التنسيقية الثامنة للاتحاد الأفريقي في يوليو 2026.
وفي ختام الزيارة، أكد الجانبان التزامهما بتعزيز التعددية وشددا على الحاجة الملحة لإصلاح المؤسسات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وتهدف هذه الإصلاحات إلى جعلها أكثر شمولاً وتمثيلاً وديمقراطية وتمكين البلدان النامية من المشاركة بشكل أكبر في عمليات صنع القرار العالمي.