“معلومات الوزراء” يستعرض أهم المقومات المصرية في مجال إنتاج الطاقة الشمسية

منذ 2 شهور
“معلومات الوزراء” يستعرض أهم المقومات المصرية في مجال إنتاج الطاقة الشمسية

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلاً جديداً يسلط الضوء على الطاقة الشمسية ودورها في التحول إلى الطاقة المستدامة. كما يتم مناقشة أهم الأسواق العالمية في مجال الطاقة الكهروضوئية، ومصر في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، والجهود المصرية لتوطين صناعة الألواح الشمسية.

وخلص التحليل إلى أن الطاقة الشمسية هي مصدر الطاقة الأكثر وفرة وتلعب دورا حاسما في التحول إلى الطاقة المتجددة ومكافحة تغير المناخ. وشهدت الطاقة الشمسية نموا ملحوظا في مصر في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع الطلب على الطاقة النظيفة وتحقيق رؤية مصر للتحول نحو الطاقة المتجددة، فضلا عن دعم الدولة المصرية للمشروعات الخضراء حيث أن الدولة لديها خطة طموحة لزيادة الطاقة الشمسية. تطور إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 1.9 جيجاوات بعد أن تمكن من زيادة حجم قطاع الطاقة المتجددة بنحو سبعة أضعاف.

وتناول تحليل المركز أولاً صناعة أنظمة الطاقة الشمسية، موضحاً أن الخلايا الشمسية (الخلايا الكهروضوئية) هي المكون الرئيسي للألواح الشمسية لأن الطاقة الشمسية تتحول إلى طاقة كهربائية من خلال التأثير الكهروضوئي، لذا فإن الخلية مصنوعة من مواد شبه موصلة، عند تعرضها للضوء، تظهر خواص كهربائية مثل إعطاء التيار والمقاومة والجهد. كما يجب أن تكون الخلية الشمسية قادرة على امتصاص الضوء وإنتاج الإلكترونات (بين 10 و30 سنة).

تصنع الخلايا الشمسية بشكل عام من مواد شبه موصلة، مثل السيليكون البلوري الذي يتم الحصول عليه من معالجة الرمل، ويشكل إنتاج السيليكون حوالي 90% من صناعة الخلايا الشمسية.

وخلال التحليل، اطلع مركز المعلومات على أسواق الطاقة الكهروضوئية العالمية، ووجد أنه وفقا لتقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية في أبريل الماضي حول هذه الأسواق، فإن القدرة العالمية التراكمية للطاقة الكهروضوئية قد نمت في عام 2024. ومن المتوقع تحقيق 1.6 تيراواط في عام 2023، مقارنة بـ 1.2 تيراواط في عام 2022، مع استخدام 446 جيجاوات من الأنظمة الكهروضوئية في عام 2023، ارتفاعًا من 407.3 جيجاوات.

ووجد التحليل أن الخلايا الكهروضوئية لعبت دورًا مهمًا في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الكهرباء في عام 2023، حيث تم تركيب أكثر من 75% من القدرات المتجددة الجديدة في عام 2023، وجاء حوالي 60% من توليد الكهرباء من القدرات المتجددة الجديدة. وأضاف التحليل أن الصين استحوذت على الحصة الأكبر من قدرة الطاقة الكهروضوئية التراكمية في عام 2023، حيث تمثل 43% من إجمالي قدرة الطاقة الكهروضوئية العالمية في العالم، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 19% وأوروبا بنسبة 18%. وأمريكا 15%.

وسلط مركز المعلومات الضوء على تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر حديثا في يونيو 2024 والذي يغطي استثمارات الطاقة العالمية، حيث من المتوقع أن تتجاوز استثمارات الطاقة العالمية 3 تريليون دولار لأول مرة في عام 2024. وسيتم إنفاق تريليوني دولار على تقنيات الطاقة النظيفة والبنية التحتية المقدمة. وقد زاد الاستثمار في الطاقة النظيفة منذ عام 2020، وأصبح الإنفاق على الطاقة المتجددة الآن أعلى من إجمالي الإنفاق على النفط والغاز والفحم.

ووجد التحليل أن تكلفة الألواح الشمسية انخفضت بنسبة 30% في العامين الماضيين، كما انخفضت بشكل حاد أسعار المعادن اللازمة لانتقال الطاقة، وخاصة المعادن اللازمة للبطاريات.

وحذر تقرير وكالة الطاقة الدولية من استمرار الاختلالات في تدفقات الاستثمار في مجال الطاقة، وخاصة نقص الاستثمار في الطاقة النظيفة في البلدان الناشئة والنامية خارج الصين. ومع ذلك، هناك علامات مبكرة على انتعاش هذه الاستثمارات، حيث من المتوقع أن تصل استثمارات الطاقة النظيفة إلى 320 مليار دولار في عام 2024، أي بزيادة تزيد عن 50% منذ عام 2020.

وخلص التحليل إلى أنه من المتوقع أن تظل حصة الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية خارج الصين عند حوالي 15% من الإجمالي في عام 2024، وهو أقل بكثير من حيث الحجم والنسبة مما هو مطلوب لتحقيق التغطية الكاملة وضمان الوصول. للطاقة الحديثة وتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة بطريقة مستدامة.

ومن المتوقع أيضًا أن يتجاوز استثمار قطاع الطاقة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية 500 مليار دولار في عام 2024؛ سوف يتفوق أداء الطاقة الشمسية على جميع مصادر التوليد الأخرى مجتمعة، وعلى الرغم من أن النمو قد يتباطأ قليلاً في عام 2024 بسبب انخفاض أسعار الوحدات الكهروضوئية، إلا أنها تظل عنصرًا أساسيًا في تحويل قطاع الطاقة.

وتوصل التحليل إلى أن مصر تتمتع بفرص طبيعية وجغرافية واقتصادية هائلة تجعلها وجهة مثالية لتصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لإنتاج الطاقة الشمسية.

وقد تناول التحليل أهم هذه المكونات: أولاً، الموارد الطبيعية، حيث أن مصر تمتلك الإمكانات اللازمة لإنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وبالإضافة إلى توافرها، فإن الهدف هو تعظيم الاستفادة من الجغرافيا الطبيعية وإمكانات الطاقة الشمسية المحلية. الموقع الجغرافي، حيث تتمتع مصر بموقع بارز يساعدها على أن تصبح مركزًا مهمًا لحركة التجارة العالمية. تعد مصر إحدى مناطق حزام الشمس المركزية في العالم. مما يجعلها الدولة الأكثر عالميا في استخدام الطاقة الشمسية. رابعاً: تعزيز القطاع الخاص: تدعم الدولة منشآت القطاع الخاص في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لتمكينها من الدخول بقوة في مجال إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وإدارتها وتشغيلها.

خامساً: تنعكس تنافسية مصر في مجال الموارد البشرية في قدرتها على توفير قوة عاملة مؤهلة ومدربة في مجال تصنيع وإنتاج الطاقة الشمسية. وتعتبر مصر المصدر الإقليمي الرئيسي للعمالة الماهرة في العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة في ظل تبني الدولة لبرامج قومية لإعداد وتدريب العمالة الماهرة.

سادسا، البنية التحتية المتقدمة والحديثة: هناك العديد من المكونات في مجال البنية التحتية في مصر، حيث حققت مصر نجاحات غير مسبوقة في مجال مشروعات البنية التحتية، مما ساعد على تعزيز دورها الإقليمي والدولي وجعلها من أهم الدول. في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأوضح التحليل أنه في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمشروعات القومية وخاصة مشروعات الطاقة المتجددة فقد تبنت الدولة استراتيجية تنمية متكاملة ومستدامة حتى عام 2035 لدعم قدرات قطاعي الكهرباء والطاقة المتجددة والتعهد بتنفيذها. وترتفع حصة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030 بدلاً من 2035، مقارنة بنحو 20% في عام 2022، وتمثل الطاقة الشمسية 2% من إجمالي الطاقة الكهربائية في عام 2022، بينما نستهدف حصة قدرها 26% في عام 2035.

وأبرز التحليل أهم المشروعات الكبرى التي تهدف إلى توطين صناعة الألواح الشمسية: مشروع مجمع إنتاج السيليكون بمدينة العلمين الجديدة: ويشتمل على أربع مراحل، مع الانتهاء من دراسة جدوى تفصيلية للمرحلة الأولى، والتي تهدف إلى إنتاج السيليكون المعدني بإنتاج وتبلغ طاقتها الإنتاجية 45 ألف طن سنويًا وتقدر تكاليفها الاستثمارية بحوالي 172 مليون دولار، وتعتمد الشركة على خام الكوارتز المصري عالي النقاء بدلاً من تصديرها خامًا للخارج.

وتشمل المرحلة الثانية من المشروع إنتاج وسيطات السيليكون المستخدمة في صناعات المواد العازلة والبناء والمطاط والأغراض الطبية وغيرها. وتهدف المرحلة الثالثة من المشروع إلى بناء مصنع لإنتاج البولي سيليكون المستخدم في إنتاج الخلايا الشمسية والإلكترونيات وتبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 10 آلاف طن سنويا.

ويعتبر إطلاق منصة مصر للطاقة الشمسية من أهم المشروعات الضخمة وتم إطلاقها في العام الحالي بهدف ميكنة عمليات تركيب محطات الطاقة الشمسية الصغيرة وتسهيل تركيب “محطات الطاقة الشمسية” للمواطنين والأفراد والشركات وربطهم بشبكة الكهرباء الوطنية عبر شركات البيع المختلفة.

وتم إنشاء المنصة بالتعاون بين هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والشركة القابضة لكهرباء مصر ومشروع أنظمة الخلايا الصغيرة والمتوسطة التابع لمركز تحديث الصناعة وجهاز تنظيم مرافق الكهرباء وحماية المستهلك.

كما يعد مشروع إنتاج الطاقة الشمسية التابع لشركة أكوا باور في منطقة كوم أمبو من أهم المشاريع الضخمة، حيث تبلغ قدرة المشروع حوالي 200 ميجاوات من الطاقة النظيفة، مما يساعد على تقليل ثاني أكسيد الكربون بنحو 280 ألف طن سنوياً. العام الماضي، ويلبي المشروع احتياجات حوالي 130.100 وحدة سكنية، بالإضافة إلى أن المشروع يحتوي على أحدث تقنيات الألواح الشمسية بالإضافة إلى 952 محولاً كهربائياً في مساحة 4.8 كيلومتر مربع.

ويعتبر مجمع بنبان بأسوان أكبر مجموعة لأنظمة الطاقة الشمسية في أفريقيا والشرق الأوسط. ويهدف المشروع إلى التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة وخلق فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى مساهمته في تنويع مصادر الطاقة الكهربائية للمواطنين، بالإضافة إلى خفض 2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويتضمن المشروع 32 محطات الطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية 1.47 ألف ميجاوات.

وافق مجلس الوزراء على العرض المقدم من شركة AMEA Power، إحدى شركات مجموعة النويس الاستثمارية الإماراتية، لتنفيذ مشاريع إضافية للطاقة المتجددة. ستصل القدرة الإجمالية التي سيتم إضافتها من مشاريع AMEA Power بحلول صيف 2025 إلى 2000 ميجاوات من نظام تخزين البطاريات.

وفي الختام، توصل التحليل إلى أن مصر تمتلك إمكانات هائلة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية بفضل هذه المكونات الواعدة. الهدف هو أن نصبح رائدًا إقليميًا وعالميًا في إنتاج الطاقة الشمسية مع اتباع استراتيجية الدولة المصرية المتمثلة في زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، وتنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والموارد الطبيعية، وخاصة الطاقات الجديدة والمتجددة، الاستعانة بالمصادر التي تؤكد أن مناطق صناعة وحدات الطاقة الشمسية في مصر مجال واعد خلال السنوات القادمة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (AHA)


شارك