مفتي الجمهورية بمؤتمر الإفتاء: الرئيس السيسي يبذل كل الجهود لدعم المؤسسات الدينية

منذ 5 شهور
مفتي الجمهورية بمؤتمر الإفتاء: الرئيس السيسي يبذل كل الجهود لدعم المؤسسات الدينية

قال مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لهيئات الدور والإفتاء في العالم د. وقال شوقي علام، إن مصر كانت رائدة ورائدة على مر القرون، خاصة في عهد الرئيس عبد الله، وما زالت فتاح السيسي، الذي بذل وما زال يبذل كل جهد لتعزيز دعم المؤسسات الدينية، بما في ذلك المؤسسة الدينية. دار الإفتاء أولاً. جاء ذلك خلال كلمة مفتي الجمهورية في مستهل الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي التاسع للأمانة العامة للأدوار وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد برعاية دار الإفتاء تحت عنوان “الفتوى والإفتاء” البناء الأخلاقي في عالم متسارع.”

وأضاف سماحة المفتي أن الرئيس السيسي قدم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لدار الإفتاء والمؤسسات الدينية، مما ساعدها على اتخاذ خطوات جادة لتجديد خطاب الفتوى والمؤسسات وهيئات الإفتاء لإيجاد كلمة مشتركة.

وتابع: “إننا نواجه أزمات تعصف بمحيطنا الإقليمي والدولي، ولا يخفى على أحد أننا التقينا في مصر العزيزة لمناقشة هذه التحديات التي نواجهها”. ويؤكد أن مصر دائما في قلب الأحداث، رائدة ومبادرة، لأننا جميعا نعيش اليوم في عالم أصبحت فيه السرعة علامة فارقة وأحد خصائصه الرئيسية.

وأوضح أن الأزمات التي تعاني منها الإنسانية وضعتنا في موقع المسؤولية. إنقاذ المجتمع الإنساني من الانحطاط والدخول في الانحطاط الأخلاقي الذي يفقد فيه الإنسان قيمته الوجودية في هذه الحياة. وأضاف: “إن ما نراه بوضوح في هذه المحاولات الكثيرة لتفكيك البنية الأخلاقية المستقرة القائمة على الأديان والحفاظ على أهداف المجتمع الإنساني، كان الدافع لعقد هذا المؤتمر تحت عنوان (الفتوى والبنية الأخلاقية في عالم متسارع)؛ بهدف الاستطلاع والتواصل بين دور الإفتاء ومؤسسات الإفتاء ما هو الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه في دعم المنظومة الأخلاقية وما يمكن أن تفعله الفتوى بالإضافة إلى دورها في مواجهة الأخلاق لترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة، وتحديات إدارة الأخلاق. الذي أصبح ضرورة إنسانية في ظل الصراعات والأزمات التي يعيشها العالم وأمام هذه الجهود الحثيثة لتحييد العنصر الأخلاقي والأخلاقي في ظل هذا التطور السريع والمتتالي.

وأكد أننا نبدأ هذا المؤتمر برؤية حضارية مبنية على المبادئ الدينية السليمة والتوجهات والقيم الإنسانية المشتركة والدافع الأخلاقي في بناء الإنسانية والتفاعل مع عناصر الكون التي رزقها الله وتعطي الأولوية القصوى لهذه الرؤية الحضارية. يعززها تاريخ قديم قدم الوجود الإنساني على هذه الأرض، حيث سعى الإنسان إلى الكمال منذ وجوده على هذا العالم ونشأت أفكار وفلسفات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، وهو أن الكمال يضفي على النفس الإنسانية القيم والفضائل ويجعلها أساس الحياة والسعادة في العالمين. وأشار إلى أن الأديان السماوية التي بعث بها الأنبياء لا تزال تحث البشرية على اتباع هذا الطريق القويم، وتبين لهم فضائل الأخلاق، وترشدهم وتقيهم من أسباب الهلاك ومواضع التحذير من الشر الذي أصاب النفس البشرية في العالم. مستنقعات الفساد الأخلاقي حتى بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تحقيقا لدعوات الأنبياء هاديا إلى أعظم الفضائل والكمال الأسمى، رسالة محمد مفهومها الشامل تقتضي الإلهية والأخلاق التي أصبحت حقيقة ثابتة في جميع شرائعها سواء في العبادة أو في الجماع.

وأشار سماحة المفتي إلى أن دور الفتوى من هذا المنطلق هو إيصال الضوابط الشرعية في كافة جوانب الحياة على الأساس الأخلاقي الذي بني عليه الشرع، مع ضرورة الفحص العلمي الجاد للأطروحات الفكرية. التي تدعو إلى الانفصال عن القيم الأخلاقية المشتركة. وشدد على ضرورة التعايش بين مختلف الأعراق والأجناس والثقافات والأديان. ولا بد من إيجاد صيغة مشتركة لفهم المعايير الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في كافة المجالات، ويجب وضع النظام الأخلاقي في مقدمة مبادئ الصناعة والتقدم التقني، خاصة فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وجعله أحد أهم أهم الإرشادات في بناء الفلسفة، وخاصة العلوم التجريبية والاجتماعية، في حل الأزمات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وكذلك في نزع فتيل الصراعات المسلحة والحروب الكارثية التي فقدت التوازن بين العدالة والأخلاق مع ضرورة مراعاة الخصوصيات الدينية والحفاظ على الخصوصيات الثقافية ومراعاة الأعراف الاجتماعية.

وأضاف: “علينا أن ندرك أننا أمام أزمة أخلاقية ونفسية وروحية ناجمة عن محاولات الهيمنة والسيطرة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية التي يقوم بها من يريدون إخضاع العالم لنموذج أحادي الجانب “رؤية أخلاقية”. مفقودة وتسيطر عليها رؤية مادية تركت فراغاً روحياً عميقاً في النفوس، مما أدى إلى وجود النزعات المتطرفة والمنحطة.” والقاسم المشترك بينهما هو إهمال الجانب الروحي وغياب الأخلاق العليا. الحد، على الرغم من ميولهم المتعارضة.

وأشار سماحة المفتي إلى الأزمات العالمية المتمثلة في انتشار الفقر والجوع وغياب العدالة، فضلا عن غياب الوعي والضمير الأخلاقي لدى الشعب لمنع الصراعات وإنهاء الاحتلال العسكري الغاشم الذي يمارس الإبادة الجماعية ضد المدنيين. ، تواصل فلسطين وبلدان العالم الأخرى.

وتابع: “ولا شك أن أمامنا مسؤولية كبيرة أمام هذه التحديات، تتطلب منا الاستعانة بعمل الفتوى لترسيخ منظومة القيم والأخلاق الدينية والإنسانية للخروج من هذه الأزمة”. وهو ما نأمل أن نحققه من هذا المؤتمر الذي سيجمع نخبة من العلماء والمؤسسات الدينية المؤثرة.

وقال إن من نعم الله تعالى علينا هذه المظلة المباركة “مظلة الأمانة العامة” التي اجتمع تحتها كبار علماء البلاد من كل أنحاء العالم الإسلامي، وجعلنا وسطاء لدينه. إن السعي لتحقيق مقاصد شريعته أمانة ومهمة عظيمة، تتطلب من كل واحد منا أن يقوم بواجبه من خلال الجهود المشتركة. إيجاد حلول شاملة تدفع أمتنا العربية والإسلامية نحو مزيد من التقدم والرقي من جهة، وتحافظ من جهة أخرى على مبادئها وأخلاقها وقيمها السامية في مواجهة الضغوط التي تواجهها؛ للتصدي لضياع الحقوق وتدمير القيم وعدم استقرار الأخلاق وتشويه الحقائق.

وفي نهاية كلمته وجه علام الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته للمؤتمر، وجدد ترحيبه بالمشاركين وتمنى لهم التوفيق في تحقيق الهدف العظيم الذي اجتمعوا من أجله وأن تكون جهودهم ومحاضراتهم وأبحاثهم ومن شأن المناقشات العلمية الجادة خلال المؤتمر وورش العمل التي يعقدها أن تؤدي إلى استكمال الرؤية العلمية لمواجهة تحديات المستقبل.

المصدر: أ.أ



شارك