أمام اجتماع “وزراء زراعة البريكس”.. القصير يؤكد على اهتمام الدولة المصرية بتقديم إسهام مؤثر ضمن تجمع البريكس

منذ 6 شهور
أمام اجتماع “وزراء زراعة البريكس”.. القصير يؤكد على اهتمام الدولة المصرية بتقديم إسهام مؤثر ضمن تجمع البريكس

أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، اليوم الجمعة، أن الدولة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات المهمة فور انضمامها لمجموعة البريكس، منها إنشاء لجنة وزارية تسمى “وحدة البريكس” في المجلس ويتناول مجلس الوزراء شؤون التعاون مع مجموعة البريكس ويضم في عضويته العديد من الوزراء والمسؤولين المعنيين، ويعكس ذلك اهتمام الدولة المصرية بتقديم مساهمة مؤثرة داخل مجموعة البريكس التي بدأت عضوية مصر فيها مطلع العام الجاري.

جاء ذلك في كلمة وزير الزراعة أمام الجلسة الأولى لاجتماع “البريكس” التي انعقدت اليوم في العاصمة الروسية موسكو تحت عنوان “استدامة الزراعة كأساس للأمن الغذائي” وزير الزراعة وحضر اللقاء مع جمهورية روسيا الاتحادية أوكسانا لوت، وزراء الزراعة في الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس”.

وأشار القصير إلى التحديات والأزمات العديدة في مجال الأمن الغذائي، بدءا من جائحة كورونا وتزايد حدة التوترات الجيوسياسية الإقليمية والدولية وما نتج عنها من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتأثيرها على سلاسل التوريد الرئيسية والتأثيرات المستمرة. نتيجة للتغير المناخي الذي يستمر تأثيره على القطاع الزراعي في التزايد، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة العائدات من الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى القيود التجارية التي تفرضها بعض الدول وتقييد صادراتها من السلع الاستراتيجية.

وقال إن كل هذه التحديات والأزمات أثرت بشدة على اقتصاديات الدول وقدراتها في بناء أنظمتها الغذائية والزراعية المستدامة، خاصة الدول النامية والناشئة، كما علمتنا أن التعاون بين الشعوب والحكومات والدول هو السبيل الوحيد. وهو التصدي لها والحد من أثرها من خلال الجهود المشتركة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغذية من أجل تحقيق التنمية الزراعية المستدامة لجميع بلداننا، وهو ما يعنينا في هذا المؤتمر اليوم.

وشدد وزير الزراعة على ضرورة قيام الدول باتخاذ إجراءات لدعم الأمن الغذائي والنظام الغذائي من خلال اتخاذ العديد من التدابير الاستباقية لتعظيم الموارد الزراعية الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على صحة التربة والنبات ومكافحة التصحر والتعاون في هذا المجال. مجالات الزراعة الرقمية والبحوث الزراعية والتكيف الزراعي مع تغير المناخ، مع استثمارات جديدة في البنية التحتية وتحسين الخدمات اللوجستية. بالإضافة إلى تبني مفهوم الاقتصاد الدائري والزراعة الذكية مناخيا مع أهمية التطوير المستمر لسلاسل القيمة الغذائية والزراعية المستدامة، فضلا عن تغيير السياسات والاستراتيجيات الزراعية لضمان استدامة المحاصيل الغذائية الاستراتيجية، ويرتبط ذلك عادة بـ حماية الأمن القومي لكل دولة.

وناقش الوزير التجربة المصرية في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والتي حظيت باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأهميتها في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير غذاء آمن وصحي ومستدام للشعب المصري والأراضي المصرية. الدولة ذات أهمية كبيرة لجميع سكان البلاد. وأضاف أنه في إطار رؤية مصر 2030 قامت الدولة المصرية بوضع استراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة والتي تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة والحفاظ عليها وتحسينها وتنميتها وضمان استدامتها إلى أقصى حد وتحقيق الأمن الغذائي والامتثال. مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

كما استعرض المحاور والسياسات التي سيتم تنفيذها لتحقيق استراتيجية مصر للتنمية الزراعية المستدامة من خلال المشروعات القومية الكبرى المرتبطة بالزراعة بمعناها الأوسع، خاصة مشروعات التوسع الأفقي التي تهدف إلى استصلاح الصحراء، لزيادة الرقعة الزراعية. إن قضية تأهيل الصحراء تستهلك موارد مالية هائلة وتتطلب استثمارات واسعة النطاق، بالإضافة إلى مشاريع توفير المياه من مصادر مختلفة من خلال المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي وتحلية مياه البحر، مع الاتجاه إلى ترشيد استخدام المياه من خلال استخدام أنظمة الري الحديثة .

وقال وزير الزراعة، إن الدولة المصرية من أكثر الدول كفاءة في استخدام وإعادة استخدام الموارد المائية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتطوير أصناف عالية الإنتاجية ومبكرة النضج وذات متطلبات مائية منخفضة ومقاومة للضغوط البيئية. والجفاف والحرارة، بما يضمن عدم استنزاف هذا المورد المائي الهام وزيادة كفاءة استخدام المياه وضمان استدامتها، خاصة وأن الدولة المصرية تعتبر من الدول التي تعاني من شح المياه، بالإضافة إلى التوسع في تطبيقات التحول الرقمي، الإصلاحات القانونية والمؤسسية، ودعم نظام الزراعة التعاقدية، وتعزيز مبادرات تمويل المزارعين والمنتجين وخاصة صغار المزارعين، ودعم الحياة الكريمة للسكان في المناطق الريفية للدولة المصرية، وإجراءات تأمين مخزون السلع الاستراتيجية من خلال التوسع القدرات التخزينية في إطار مشروع الصومعة الوطنية، مما سيتيح للدولة تلبية احتياجاتها وبناء احتياطيات استراتيجية لفترة أطول نسبيا.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في جمهورية مصر العربية، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أطلقت مبادرة الأغذية والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST) طوال القرن العشرين. تسمى الحياة. مؤتمر الأطراف السابع لتغير المناخ في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، والذي كان الهدف منه تحسين حماية المناخ من أجل التحول المستدام للنظم الزراعية والغذاء من خلال مساهمات التمويل المستدام بحلول عام 2030، حيث يعد القطاع الزراعي من أكثر القطاعات أهمية تتأثر بتغير المناخ.

ودعا الوزير دول المجموعة إلى دعم مبادرة FAST والانضمام إليها كمبادرة لتعزيز التمويل المستدام لتمويل برامج التكيف مع تغير المناخ في القطاع الزراعي.

وأشار القصير في ختام حديثه إلى الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تمتلكها دول البريكس على كافة الجبهات سواء من حيث المساحة أو عدد السكان أو الناتج القومي أو الإنتاجية الزراعية، فضلا عن الحاجة إلى المواد الخام الغذائية. وخاصة الحبوب، إضافة إلى المزايا المتعددة بين كافة دول المجموعة، مؤكدا أن كل ذلك يمنح المجموعة قوة وتكاملا، ويجعلها قوة اقتصادية بارزة ومؤثرة على مستوى العالم، ويمنحها مكانة خاصة وسنلعب دورا أكبر ومؤثرا. في دعم المسارات المستقبلية لجميع دول المجموعة، بما يعود بالنفع على كافة شعوب تلك الدول، وأنا على ثقة من أننا سنتمكن من الاقتراب من هذا الهدف.

وحضر اللقاء مفوض الحجر الزراعي والعلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة د. سعد موسى، والممثل التجاري المصري في موسكو ياسر مصطفى.

المصدر: البيان المنشور على موقع مجلس الوزراء


شارك