الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة تمثيل إفريقيا في مجلس الأمن “فلا أمن عالمي بدون أمن إفريقي”

منذ 4 شهور
الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة تمثيل إفريقيا في مجلس الأمن “فلا أمن عالمي بدون أمن إفريقي”

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن عالمي بدون الأمن الأفريقي، مشيرا إلى أن الدول الأفريقية تعاني من أعباء الديون الثقيلة ونقص التمويل بسبب الهيكل المالي الدولي، مما يجعلها غير ممثلة تمثيلا ناقصا ومحرومة بقدر الدعم الذي تحظى به. وفي ظل الحاجة الملحة، تواجه هذه البلدان أيضًا حالات جفاف شديدة وفيضانات ناجمة عن أزمة مناخية لم تفعل شيئًا لإحداثها.

وفي حديثه خلال مناقشة رفيعة المستوى لمجلس الأمن بثها مركز الأمم المتحدة للإعلام، شدد غوتيريش على أنه من غير المقبول ألا يكون لمجلس الأمن، وهو الهيئة الرئيسية للسلام والأمن في العالم، صوت دائم لقارة أفريقيا ذات السكان الواحد. إن عدد سكان العالم الذي يزيد عن مليار شخص هو عدد سكاني شاب وسريع النمو ويشكل 28% من أعضاء الأمم المتحدة.

وأوضح أنه رغم كل ذلك، أثبتت أفريقيا أنها شريك راغب وقادر على تحقيق السلام، خاصة مع الأمم المتحدة، سواء في القارة أو خارجها، لافتاً أيضاً إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها القوات التي تقودها أفريقيا لاستعادة السلام، من الصومال إلى بحيرة تشاد ومن موزمبيق إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال غوتيريش: “في أوقات الأزمات والانقسام الجيوسياسي، غالبا ما تكون الدول الأفريقية من بين أوائل الدول التي تدعو إلى السلام والحلول المتعددة الأطراف والامتثال للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. “لا يمكننا أن نقبل الاستهانة بآراء أفريقيا بشأن قضايا السلام والأمن سواء في القارة أو في جميع أنحاء العالم.”

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العالم تغير منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، لكن رغم بعض التغييرات، فإن تركيبة مجلس الأمن لم تواكب هذا التغيير. وفي عام 1945، كانت معظم البلدان الأفريقية لا تزال تحت الحكم الاستعماري ولم يكن لها صوت في الشؤون الدولية، مما أدى إلى “إغفال صارخ ظل دون حل حتى يومنا هذا”.

وأضاف غوتيريس أن أفريقيا ممثلة تمثيلا ناقصا في هياكل الحوكمة العالمية، من مجلس الأمن إلى المؤسسات المالية الدولية، ولكنها ممثلة تمثيلا زائدا في التحديات التي صممت هذه الهياكل لمواجهتها.

وتابع الأمين العام أن إصلاح عضويته يجب أن يصاحبه إضفاء الطابع الديمقراطي على أساليب عمله حتى تتمكن مختلف أنحاء العالم من المساهمة في عمل مجلس الأمن، لافتا إلى خطة السلام الجديدة التي تقترح عددا من الحلول. إن الأفكار، بما في ذلك زيادة تقاسم الأعباء بين أعضاء المجلس، تدعو إلى تحسينات وابتكارات في أجزاء أخرى من الهيكل العالمي الذي يؤثر عمله على السلام والأمن.

وأوضح أن هذه الخطة كانت بمثابة مصدر معلومات للمفاوضات حول ميثاق المستقبل المقرر اعتمادها في قمة المستقبل الشهر المقبل، مؤكدا أن الأصوات والرؤية والمشاركة الأفريقية يجب أن تؤثر على مداولات المجلس وعمله.

وشدد على أن “هذه ليست مسألة أخلاقية وعدالة فحسب، بل هي أيضا ضرورة استراتيجية يمكن أن تزيد من القبول العالمي لقرارات المجلس، الأمر الذي سيعود بالنفع على أفريقيا والعالم”.

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، في كلمته أمام المجلس، إن حقيقة أن أفريقيا لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا بشكل كبير في مجلس الأمن “أمر خاطئ لأنه ينتهك مبادئ المساواة والشمول”. فالمسألة تتعارض مع مبدأ المساواة. وفي كتابه “السيادة بين الدول”، يدعو إلى “الحاجة الملحة إلى إصلاح هذه المؤسسة بحيث تعكس العالم كما هو الآن، وليس كما كان قبل ما يقرب من ثمانين عاما”.

وأشار دينيس فرانسيس إلى أن العالم يواجه تحديات لا حصر لها وأنه يجب على المؤسسات التكيف مع الواقع الحالي بالحجم والوتيرة المطلوبين لإحداث تغيير ملموس في حياة الناس.

وقال إن السلام هو “المفتاح لأفريقيا لتحقيق إمكاناتها الكاملة والاستثنائية”، مضيفا أنه خلال زياراته الرسمية للقارة أقر بعواقب الافتقار إلى السلام وأهمية عمل الأمم المتحدة في القارة. تربة.

وشدد فرانسيس على أن تعزيز دور الدول الأفريقية في معالجة تحديات الأمن والتنمية العالمية أمر بالغ الأهمية، وقال إن الجمعية العامة تعالج بنشاط قضية التمثيل الأفريقي وإصلاح مجلس الأمن من خلال المشاورات الحكومية الدولية. وأعرب رئيس الجمعية العامة عن أمله في أن يكون لذلك معنى حقيقي في “معالجة هذا الظلم التاريخي، وليس مجرد وعود فارغة دون عمل”. لأن مسألة التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن تتحدث مباشرة عن مصداقية الأمم المتحدة نفسها باعتبارها منظمة شاملة وديمقراطية.

المصدر: آسا


شارك