وزير الخارجية اللبناني: مصر ولبنان تجمعهما علاقة تاريخية وروابط ممتدة في المجالات كافة
أكد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن ما يربط لبنان ومصر ليس فقط القرب الجغرافي أو مياه البحر نفسه الذي نتقاسمه، بل إن ما يجمع البلدين هو علاقة قوية وتاريخية وروابط قوية تمتد إلى فينيقيا. ومصر الفرعونية خلال عصر النهضة في البلدين وجاذبيتها الفنية بعد ذلك في العالم العربي.
وقال وزير الخارجية اللبناني في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم (الجمعة) مع وزير الخارجية المصري د. وقال بدر عبد العاطي في بيروت: “مصر فتحت قلبها وأبوابها منذ زمن طويل وما زالت تفعل ذلك”. اللبنانيون الذين قدموا إسهامات كبيرة في مجالات الثقافة والإعلام والاقتصاد والصناعة والتجارة وغيرها منذ القرن التاسع عشر. وكانت مصر دائمًا سندًا قويًا للأخ الذي مر بأزمات عديدة وما زال يعاني من أزمات أخرى.
وأضاف أن لبنان وشعبه لا ينسى دعم مصر ومد يد العون لها في كثير من الأزمات والمآسي. وعليهم أيضاً ألا ينسوا دور مصر في العديد من المبادرات والحلول لأزماتهم السياسية، مهما تأخرت، بما في ذلك اللجنة الخماسية للمساعدة في انتخاب رئيس للبنان، والتي يشكلون عمادها.
وأشار إلى أن الزيارة التي قام بها اليوم وزير الخارجية المصري د. وكان بدر عبد العاطي، في هذا الوضع الدقيق والخطير الذي يجد لبنان والمنطقة نفسه فيه، تأكيدا إضافيا على موقف مصر تجاه لبنان ودعمها له، وأعرب له عن امتنانه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاهتمامه الكبير بلبنان وحفاظه على استقراره.
وشدد على أن لبنان، في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي أودى بحياة المئات من المدنيين، يعول على الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر الممتنة لوضع حد لهذا العدوان وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، لافتا إلى مشاركة مصر في مؤتمر الدوحة. وتجسد المحادثات، التي بدأت أمس (الخميس)، إرادة مصر في وقف القتال والدمار الذي تنفذه إسرائيل في قطاع غزة، واحتواء التصعيد الإقليمي، والحيلولة دون تحول المنطقة إلى مستنقع من أحواض الحرب التي قد تكون لها عواقب مدمرة.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب: “سمعنا خلال الزيارة الأخيرة للقاهرة أن الدعم السياسي للبنان مهم وضروري وأن الدور العربي فيه يجب أن يكون قويا وفعالا. ونحن نضم صوتنا ونجدد دعوتنا: “على إخواننا العرب أن يقفوا مع لبنان لردع العدوان الإسرائيلي ووقف اعتداءاته وإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان”.
وأضاف وزير الخارجية اللبناني في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم (الجمعة) مع وزير الخارجية المصري د. وأضاف بدر عبد العاطي في بيروت: أن “عودة الهدوء لا تقتصر على وقف العدوان فحسب، بل على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل شامل وكامل”، مشيراً إلى أنه أبلغ الوزير عبد العاطي وشدد خلال اللقاء في القاهرة على أن تنفيذ هذا القرار يجب أن يشمل جميع الأطراف المتضررة وليس لبنان فقط. ولذلك يعول لبنان على دور مصر الأساسي في ممارسة الضغوط الإقليمية والدولية على إسرائيل وإجبارها على تنفيذ هذا القرار بكافة جوانبه.
وتابع الوزير اللبناني أن إحدى القضايا المهمة لتثبيت الهدوء في جنوب لبنان هي قوات اليونيفيل، ورغم أننا لا تفصلنا سوى أيام قليلة عن التصويت في مجلس الأمن على تمديد ولاية قوات الطوارئ الدولية، وإننا نؤكد ونؤكد على موقف لبنان الذي يقف إلى جانب تمديد ولاية هذه القوة لمدة عام آخر، ونأمل أن يكون أعضاء مجلس الأمن الدولي قد وافقوا على هذا التمديد، كما نعول على مصر لدعم موقف لبنان وموقفه. الجهود الداعمة في هذا الصدد.
وأكد وزير الخارجية اللبناني في ختام حديثه: “على الرغم من الوضع الخطير الذي يجد لبنان نفسه فيه، لا يمكننا أن ننسى أزمة أخرى لا تقل خطورة وهي أزمة النزوح السوري وتأثيرها وآثارها وأعباءها”، من بينها. “إننا نعاني، ونأمل أن تتضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية، وخاصة العربية منها، بشكل عاجل لإيجاد حل سريع لها، بعيدا عن التسييس”، مشددا على ضرورة أزمة الخمسين عاما . عضو اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتواصل مع سورية من أجل استئناف عملها في أسرع وقت ممكن ومناقشة كافة القضايا العالقة بما فيها أزمة اللاجئين ومساعدة سورية على استعادة عافيتها ووحدتها واستقرارها.
المصدر: أ.أ