خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي.. مدبولي يجيب عن استفسارات الصحفيين والإعلاميين حول القضايا المثارة التي تشغل الرأي العام
أجاب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي عقب اجتماع الحكومة اليوم الخميس بمقرها بالعلمين الجديدة، على عدد من استفسارات الصحفيين والإعلاميين تناول بعض القضايا المطروحة التي تشغل الرأي العام.
وردا على سؤال حول ملف الطاقة والاكتشافات الجديدة وتوريد المواد الأولية الاستراتيجية لقصب السكر وبنجر السكر، أكد رئيس الوزراء أن أولوية الحكومة هي زيادة إنتاجية النفط والغاز خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن وزير البترول ووجهت هيئة الثروة المعدنية بسرعة تشغيل المواقع الجديدة بالإنتاجية البترولية وعليه طلب رئيس مجلس الوزراء من وزير البترول أن يعرض على مجلس الوزراء إمكانية الدخول في اتفاقيات مباشرة مع مجموعة من الشركات العالمية العملاقة التي تحمل إجراء الدراسات في إطار القوانين والقرارات التنظيمية التي تحدد فيها المجالات التي يجب أن تتم فيها الاكتشافات بما يخدم مصالح الدولة في هذا الشأن.
وفي سياق آخر، وفيما يتعلق بقصب السكر والبنجر، أشار رئيس الوزراء إلى أنه بالتنسيق مع مجلس النواب؛ تقرر الإعلان عن سعر مرجعي اليوم للمحصولين المهمين للغاية كمدخلات لصناعة السكر، وتم الاتفاق على أن السعر الأساسي لقصب السكر سيكون 2500 روبية هندية والبنجر 2400 روبية هندية، بالإضافة إلى بعض الحوافز الأخرى. لتشجيع المزارع على توريد هذه السلع الاستراتيجية وزراعتها للدولة المصرية بسعر.
وأضاف رئيس الوزراء أن بعض الأفكار قيد المناقشة. وفي آلية الدفع هناك بعض الآليات التي يتم دراستها مع وزراء التموين والزراعة والمالية لتسريع سرعة دخول المبالغ المالية إلى حيازة الفلاح أسوة بتلك الموجودة في القطاع الخاص والتي يعلن عنها أقرب إلى الحصاد، حتى نشجع المزارع على التسليم مبكرًا.
وتابع أن طموح الحكومة في زيادة سعر العرض وتوفير سعر مربح للفلاح هو أن يقوم الفلاح بزراعة المحاصيل ذات الأولوية وتوريدها للدولة ودعم الصناعة الوطنية وتلبية احتياجات مصر في هذا الصدد، وأكد أن السكر هو رصيد استراتيجي لمصر، لكن يتم مناقشته خلال الاجتماعات. ويتعلق الجانب الآخر بكون المواطن المصري من أكثر الشعوب استهلاكا للسكر في العالم، كما أشار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزيرة الصحة والسكان خلال لقاء اليوم، وهو ما يقودنا إلى الاهتمام بهذا الموضوع حفاظاً على الصحة العامة.
وردا على سؤال حول جهود ضبط الأسعار وخفض معدلات التضخم، قال رئيس الوزراء إنه لاحظ ارتفاعا في أسعار الخضار في الآونة الأخيرة، وهو ما ارتبط بـ “فترة الدلو”، وهي الفترة التي يحدث فيها ارتفاع ففي أسعار الخضار ترتفع وفق آليات العرض والطلب ثم تنخفض مرة أخرى مع زيادة الإنتاجية مع مرور الوقت وتراقب الحكومة ذلك.
وأضاف رئيس الوزراء أن الأهم في هذا الصدد هو البدء في طرح فئة جديدة من السلع من خلال لجنة مراقبة الأسعار. عدا عن المجموعة الاستراتيجية الأساسية، سعياً إلى اتخاذ كافة الإجراءات في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة، كما حدث مع المواد الخام السبعة الرئيسية، مؤكداً أن الحكومة مهتمة بضمان توفير المعروض في الأسواق هناك. لا نقص في المواد الأولية، وفي التعامل مع أي زيادات في المواد الأولية خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع جمعيات الغرفة، الأهم هو أن تظل الأسعار في الحدود المناسبة، دون أي ارتفاعات أو زيادات في هذا الصدد.
وردا على سؤال أحد الصحفيين حول متى سيتم تشغيل محطة الضبعة للطاقة النووية وما الذي سيساعد في وضعها على خريطة الطاقة في مصر وما هي مساهمتها في مزيج الطاقة، أكد رئيس الوزراء أنه يتابع هذا البيان الوطني للمشروع وأن هذا ويأتي ضمن الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية لإطلاق هذا المشروع الضخم.
وأضاف: “عندما كنا طلابًا صغارًا، تحققنا من أن هناك حلمًا مصريًا باختراق الدول الحائزة للأسلحة النووية من خلال مشروع الضبعة، والحقيقة أن القرار الذي اتخذ منذ سنوات قليلة، هذا المشروع الضخم” يوم وأن القيادة السياسية لديها رؤية قوية لتسريع إطلاق هذا المشروع في مصر يثبت كل شيء.
وتابع: “أنتم على علم بالتحديات الكبيرة التي تواجه الجانب الروسي، شريكنا، في ظل الظروف العالمية الحالية والعقوبات المفروضة على الشركات الروسية، لكن على الرغم من كل هذا، أريد أن أؤكد لكم أن مشروع “ال التأخيرات صغيرة جدًا وسيتم التغلب عليها في غضون بضعة أشهر وهذا لن يؤدي إلى تأخير.
وتابع: “نحن نتحدث عن أكثر من 4.5 جيجاوات من الطاقة النووية النظيفة بالكامل، في إطار رؤية مصر في استراتيجية الطاقة 2030 والتي تنص على أن تصل حصة الطاقة النظيفة والخضراء إلى 42%”.
وأكد رئيس الوزراء أن الطاقة النووية، مثل الطاقة الكهرومائية، هي أكثر أنواع الطاقة موثوقية واستقرارا وبالتالي تضمن لمصر حجم ثابت ومستقر من إنتاج الطاقة من خلال هذا المشروع، مؤكدا أن المشروع يتقدم وفقا للخطط الموضوعة. مشيراً إلى أن الاجتماع الذي عقد أمس مع ممثلي شركة “روساتوم الروسية” كان مهماً للغاية، حيث تمت مناقشة عدد من التفاصيل الفنية والتأكد من سير المشروع وفق معدلات التنفيذ المقررة.
وفي سؤال حول السيناريوهات المقترحة للحفاظ على الوضع الاقتصادي في حال اتساع حجم الحرب، في ظل الصراع والتوترات الجيوسياسية القائمة في المنطقة وتأثيرها على الاستثمارات وتدفق الأموال الساخنة وأسعار النفط وغيرها، قال الوضع الاقتصادي بشكل عام؛ وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تدرس كافة السيناريوهات؛ على سبيل المثال، أن يبقى الوضع الحالي على ما هو عليه، دون تداعيات، أو أن يكون هناك سيناريو متفائل بانتهاء التوترات وانفراج في المنطقة، أو أن يكون هناك توسع في الصراع ودخول أطراف أخرى، وهو ما يمثل السيناريو الأسوأ.
وأضاف أن هذا السيناريو الأسوأ سيكون له تأثير على أسعار النفط وسحب الأموال من أسواق المنطقة بشكل عام، مؤكدا أن الدولة تدرس هذه السيناريوهات وتتعامل معها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة حصلت على عقود تحوط لكمية كبيرة من المنتجات البترولية المستوردة. الضمان في حالة ارتفاع الأسعار، وهو ما يدخل في نطاق الإجراءات الأساسية التي تتخذها الدولة لتأمين جزء من احتياجاتها.
وفي ذات السياق أكد رئيس الوزراء أن الاحتياطي الاستراتيجي من المواد الخام الرئيسية مثل السكر والقمح والزيت وغيرها من السلع الأساسية يكفي المواطن المصري لتغطية فترة تزيد عن ستة أشهر.
وتابع: “هذا أيضًا جزء من إجراءات الحكومة لضمان تقليل التأثير السلبي والآثار الضارة على الدولة المصرية بكل الوسائل الممكنة في حالة حدوث السيناريوهات المذكورة أعلاه”، “ندعو الله ألا يكون هناك تصعيد”. قال: “هذا الأمر”.
وبخصوص سؤال آخر حول التطورات الأخيرة في رؤية الحكومة للانتقال من الدعم العيني إلى الدعم النقدي والحوار المجتمعي حول هذه القضية، أكد رئيس الوزراء أن هذا الأمر تم إحالته إلى مجلس أمناء الحوار الوطني وقد سبق وأن تم مناقشة الأمر تم عقد أكثر من اجتماع لمناقشة كافة التفاصيل.
وأضاف أن المشكلة ليست مجرد فكرة، مؤكدا أن كل الآراء تؤكد أن الدولة ليس أمامها خيار سوى اللجوء إلى الدعم المالي. لكن الأهم من الفكرة هي تفاصيل التنفيذ. وتكمن أهميتها في تجنب مشكلة قد تضر بالفكرة في المقام الأول.
وتابع: “خبراء الحوار الوطني ووزارة التموين والتجارة الداخلية يعملون على ذلك فهي الوزارة المسؤولة”.
وأكد أنه بالإضافة إلى الحوار الوطني، تعمل الحكومة أيضًا على مناقشة العديد من التفاصيل حول كيفية تنفيذ هذا الموضوع.
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في تنفيذ المراحل الأولى للدعم العيني خلال العام المالي المقبل إذا كان هناك توافق حول هذا الموضوع، مؤكدا أن التنفيذ سيكون تدريجيا في حال التوصل إلى التوافق.
وردا على سؤال حول جهود الدولة المصرية في إنشاء ممرات النقل ودفع التعويضات للمتضررين من إنشاء هذه الممرات، أكد رئيس الوزراء أن هذا الملف مهم للغاية والدولة المصرية لا تقبل التهاون أو محاولات تأخير صرف التعويضات. وأوضح أن موازنة العام الحالي تحتوي على بند يتجاوز 12 مليار جنيه هذا العام فقط لتعويضات المشروعات الخيرية، فالموارد موجودة والدولة المصرية ملتزمة بهذا الملف كاملا.
وأضاف رئيس الوزراء أن صرف التعويضات سيتم وفقا للقانون الذي يحدد بعض الإجراءات التي تدخل في نطاق اختصاص هيئة المساحة المصرية والجهات المسئولة عن هذه المشروعات. وتشمل هذه الإجراءات إجراء يسمى “الشهر” حيث تقوم هيئة المساحة بنشر إشعار حول المنطقة التي سيتم تنفيذ المشروع فيها. ودعت المتضررين إلى الحضور وتقديم وثائقهم خلال شهر ونصف، وفقا للأحكام القانونية، التي تثبت ملكيتهم أو حيازتهم للمباني أو الأراضي التي سيشملها المشروع غير الربحي.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة تودع كافة أموال التعويضات لدى هيئة المساحة ويتم صرفها حسب الإجراءات. إلا أن بعض هذه العقارات الموروثة قد لا تكون لديها أوراق أو غير موثقة من قبل أصحابها، لكن الحكومة بادرت إلى البدء بالتعويض الاجتماعي، وفي النهاية يقوم المواطن ببناء مبنى. يستقر فيها وبالتالي يحصل على تعويض اجتماعي، حتى لو كان البناء غير قانوني أو عرضي ولا يملك المواطن أوراق ملكية ويكون التعويض بحسب عدد الغرف، على أن يعتبر الحمام والمطبخ غرفتين للسكن. تعويض المواطن، ويتم تعويضه اجتماعياً عن البناء، لكن تبقى مسألة الأرض. وبما أن الأرض مملوكة، فيجب على الدولة التأكد من أن مقدم الطلب هو المالك الحقيقي للأرض، وهذه إجراءات يحددها القانون.
وأوضح رئيس الوزراء أنه عقد أمس اجتماعاً حضرته إدارة المساحة وجميع الجهات المنفذة لبعض المشاريع ووجه بضرورة سرعة صرف التعويضات لهذه المشاريع المحددة خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وذلك لزيادة سرعة صرف التعويضات. ومن خلال تقسيم المشروع الكبير إلى قطاعات، سيتم بعد ذلك الصرف إلى القطاع التالي، بهدف استفادة المواطن للفترة التي لن يطول فيها انتظار صرف التعويضات.
وعندما سأله أحد الصحافيين عن جهود الحكومة في العمل على توفير السلع الأساسية المختلفة وزيادة مخزونها، خاصة السلع المستوردة من الخارج، أشار إلى إعلان وزارة التموين والتجارة الداخلية عن استيراد 3.8 مليون طن للرغبة، متسائلا عما إذا كانت ويعود هذا الأمر إلى اتخاذ الحكومة إجراءات احترازية لزيادة مخزون القمح ضمن السيناريوهات التحضيرية لتطور الأحداث في المنطقة أو بسبب نقل السكان إلى الداخل مع الدعم العيني من الدعم النقدي، وأشار رئيس الوزراء ثم أشار مبيناً أن ما أعلنته الوزارة هو بهدف استيراد مستلزمات عام كامل دفعة واحدة. لكن عند الطرح على فترات معينة يتم استخدام كمية معينة، سواء كانت 100 ألف طن مثلاً، لذلك استخدمنا بحلول نهاية العام 3.8 مليون طن.
وفي تعليقه على هذا الموضوع أشار رئيس الوزراء إلى نقطة مهمة وهي أن موضوع استيراد السلع يتم التعامل معه اقتصاديا، حيث أن سعر القمح يكون منخفضا في وقت معين وبالتالي تتخذ الحكومة قرار الاستيراد. كمية من هذه السلعة للاستفادة من هذا التراجع لتوفير النقد الأجنبي وحتى لا نضطر لذلك. وعند حدوث الأزمات يتم استيراده بأسعار باهظة، على غرار ما حدث وقت الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث ارتفعت أسعار القمح بشكل كبير جداً، ومن الضروري كدولة توفير هذه السلعة لمواطنيها، ولكن حالياً عمر المخزون الاستراتيجي من القمح أكثر من ستة أشهر ويوجد إمدادات محلية من المحصول. ولكن طالما أن هناك إمكانية استيراد إرساليات معينة بأسعار مناسبة وإمكانية تخزين هذه البضائع من خلال الصوامع والحظائر التي تقيمها الدولة كجزء من تطوير البنية التحتية، فإن الواردات ستحدث في نفس الوقت الذي يأتي إلينا كدولة إذا حدث أحد السيناريوهات السلبية لتطور الأحداث في المنطقة.
المصدر: البيان المنشور على موقع مجلس الوزراء