ابوالغيط “:الاعتداء الإسرائيلي الغاشم هو الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخاً من القانون والأخلاق والإنسانية

منذ 4 شهور
ابوالغيط “:الاعتداء الإسرائيلي الغاشم هو الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخاً من القانون والأخلاق والإنسانية

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الهجوم الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، والذي يقترب من مرور عام على بدايته، لم يكن الأول من نوعه، ولكنه كان بالتأكيد الأعنف على الإطلاق. الأكثر همجية، والأكثر قانونية وأخلاقية، والأكثر تخلوًا من الإنسانية بقبحه وجرائمه.

أبو الغيط في كلمته أمام الاجتماع الافتتاحي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري الدورة العادية 114 برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة وممثلة بوزير الاقتصاد الأستاذ عبد الله بن طوق المري رئيس المجلس الحالي وقال المجتمعون إننا نتابع بقلق بالغ محاولات إسرائيل المستمرة لتوسيع نطاق الصراع ليشمل … دول الجوار تحت ذرائع وذرائع انكشفت أبعادها الداخلية والحسابات السياسية الشخصية التي تحركها أمام الجميع لترى.

وأضاف أنه لا يخفى على أحد أن ذلك يشكل خطراً حقيقياً لاندلاع حرب إقليمية سيكون لها بلا شك عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع، وسيكون لها أثر خطير على الشعوب التي تبحث عن التنمية والتقدم. سوف يعيد هذه المنطقة سنوات إلى الوراء.

وأوضح أن الفترة الماضية كانت صعبة على الشعب الفلسطيني الذي عاش هذه المأساة وتعايش بكل ما يستطيع مع أعبائه، متحملا ظروفا قاسية تفوق بكثير ما يمكن أن يتحمله البشر، صابرا وصابرا، كريما وثابتا برأسه. شامخًا، الذي لم يتزعزع إيمانه بعدالة القضية التي دافع عنها في الحرب ضد قنابل العدو ومسيراته وصواريخه قيد أنملة.

وقال إن كل هذا حدث في ظل عجز دولي عن إيقاف المهاجم، بل وفي بعض الأحيان توفير درع له حتى يتمكن من الاستمرار في ارتكاب الفظائع دون معاقبته أو محاسبته.

وأشار إلى أنه سيتم مناقشة عدد من القضايا المهمة في الدورة الـ114 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، على رأسها قضية “دعم الاقتصاد الفلسطيني”، موضحا أنها قضية معروضة على هذا المجلس الموقر في دورته العادية. لقد تم عقده كل شهر سبتمبر لمدة ثلاثين عامًا تقريبًا، لكنه اليوم يكتسب أهمية خاصة وأولوية واضحة.

وقال إن تقرير هذا العام يسلط الضوء بالأرقام على الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، نظرا لما خلفه هذا العدوان من دمار واسع النطاق ومتعمد يترك آثاره على الجميع. سبل عيشهم بكافة قطاعاتهم في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف أن هذه الأرقام والإحصائيات تؤكد أن كمية القنابل والمتفجرات التي ألقيت على قطاع غزة تجاوزت عشرات الآلاف من الأطنان، وهو ما يفوق بكثير قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما وناكازاكي خلال الحرب العالمية الثانية. وأضاف: “إنكم جميعا تدركون أن هذه الجرائم تسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة لن يكون من السهل التعافي منها، وللأسف لن يحدث ذلك في وقت قصير”. وأوضح أن الاحتلال يتباهى منذ بداية عدوانه الغاشم بقصف غزة بآلاف القنابل يوميا، منها المئات التي لا تنفجر ويمكن أن تنفجر في أي وقت، مما يضيف كارثة أخرى إلى مجمل المآسي التي تكاد تكون واحدة. ساد قطاع العليا لمدة عام.

وقال إن هناك جيلا كاملا من الأطفال فقدوا حياتهم الأكاديمية الطبيعية، ناهيك عن الوضع الصحي المزري الذي يعيد الأمراض التي اختفت منذ ربع قرن.

وشدد أبو الغيط على أن هذه الجريمة، التي ترتكبها إسرائيل بلا هوادة، تستهدف أجيالاً كاملة من الشعب الفلسطيني، وليس الجيل الحالي فقط.

وأكد أن هذه الجرائم لن تختفي وستبقى مشاهد القتل والتعذيب والتهجير والتجويع القاسية أمامنا ولن تمحى من الذاكرة الفلسطينية والعربية والإنسانية.

وقال إن السنوات القليلة الماضية لم تكن الأفضل في العالم من حيث مؤشرات التنمية البشرية، لافتا إلى أن عدد الأشخاص الذين يخرجون من الفقر انخفض للمرة الأولى، ولم تعد مشاكل العولمة خافية على الأنظار. والتفاوتات الهائلة داخل المجتمع، والدولة الواحدة، وبين الدول وبعضها البعض، وهشاشة شبكات الإمداد، والدمار البيئي وتغير المناخ، مما يدعو إلى التشكيك في مفهوم النمو المستدام.

وأضاف أن منطقتنا العربية ليست بعيدة عن هذه المشاكل، ولكنها تتحمل أيضا وطأة الصراعات المتفشية والأوضاع غير المستقرة التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كوجهة استثمارية.

وأعرب أبو الغيط عن أسفه العميق لتعطل عملية التنمية في السودان واليمن وليبيا بسبب الصراعات الداخلية.

وشدد على أن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في منطقتنا يتطلب تغييرا نوعيا في نهجنا تجاه بؤر الأزمات وعدم الاستقرار كأولوية ملحة، وأن التحديات العالمية تتطلب أيضا منظورا جديدا لجهود التكامل الاقتصادي.

وأضاف: “إن الاتجاه اليوم – في جميع مناطق العالم – هو مواصلة توطيد العلاقات الاقتصادية والتبادلات التجارية على مستوى المناطق الجغرافية، بعد أن ظهرت مشاكل العولمة وأصبح هناك خطر التحرك الاستراتيجي نحوها. “.

وشدد على ضرورة تسريع وتكثيف جهود التكامل الاقتصادي العربي لمواجهة التحديات القائمة. كما نحتاج إلى تفعيل الآليات العربية القائمة في مختلف المجالات للاستفادة منها، بما في ذلك تطوير أداء المنظمات العربية المتخصصة، وهو ما هو مدرج على جدول أعمال اجتماع اليوم. المصدر: أ.أ


شارك