شيخ الأزهر: “الخلق المحمدي” لا نهاية لحسنه وكمالاته ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم

منذ 3 أيام
شيخ الأزهر: “الخلق المحمدي” لا نهاية لحسنه وكمالاته ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم

أكد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن من تأمل في صفات رسول الله محمد؛ إنه حائر لا يدري ماذا يبدأ أو ينتهي، ولا ماذا يأخذ من هذا الدش الجميل من صفات الجمال وصفات الجلال، ولا ماذا يترك… وكيف لا! ووصف الله اتساع أخلاقه الكريمة بالعظيم، فقال الله تعالى في كتابه الكريم: “وإنك لعلى خلق عظيم كما وصف الرجال زوجته السيدة عائشة أم المؤمنين – كما كانت”. وسئلت عن أخلاقه فقال: «كان أخلاقه القرآن» وأشارت إلى أنها -رضي الله عنها- أدركت الأفق المتسامي لهذه الشخصية النبوية وصعوبة شرحها للناس: إلا، على سبيل الحصر والشمول، وقد ربطت الشرح بأخلاق القرآن الكريم والتطابق والتشابه بينه وبين أخلاقه صلى الله عليه وسلم، أي أن الشخصية القرآنية لا نهاية لها في صلاحها وكمالها أيضاً “الخلق المحمدي” “ليس له نهاية لخيره وكماله ولا حدود لقدرته وفهمه للعالم أجمع.

صرح بذلك شيخ الأزهر خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي أقيم بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس ونظمته وزارة الأوقاف بحضور شيخ الأزهر. أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن توافق أخلاق القرآن الكريم مع أخلاقه هو سر تخصص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت كرسالة أخيرة إلى النبي رسائل إلهية ورسالة عامة تنطبق على جميع العوالم: الإنسان والجن وكذلك الزمان والمكان. وبينما كانت الرسائل السابقة مقتصرة على أشخاص محددين، وفي وقت محدد وفي مكان محدد، إلا أن الأمر لم يتجاوز ذلك إلى أي مكان آخر.

وأوضح أن أخلاق محمد وإن تنوعت في العدد والمكانة وارتفاع الدرجة وكمال المنزلة، إلا أنها تراوحت إلى حد وصفه بالإنسان الكامل، وقد وردت إحدى صفاته وحدها في القرآن الكريم، وهي صفة “الرحمة” التي وصف بها في قوله تعالى في آخر سورة التوبة: “وفي أحد الآيات منّ الله على المؤمنين بالشكر إذ بعث إليهم رسولا منهم ووصفه بأنه” الرغبة في إرشادهم وأنه سيكون “رؤوفًا ورحيمًا” تجاههم. ثم ذكرت صفة “الرحمة” مرة أخرى في آخر سورة الأنبياء “وما أرسلتك إلا رحمة للعالمين”، وجاءت بأسلوب يوحي بأن هذا الرسول قرن نفسه وأفعاله بالرسول صلى الله عليه وسلم. وارتبطت صفة “الرحمة” حتى أصبحت صفة راسخة، قوية في مشاعره، تخترق كيانه الداخلي وتتحكم في تصرفاته.

وتابع شيخ الأزهر أنه أكد صفة الرحمة بقوله في سنته الكريمة: “إنما أنا رحمة مهداة”، وكان يطبقها في كل تصرفاته تجاه الناس وجميع الكائنات والمخلوقات بكل تصرف من أفعاله. لقد ابتعد عن مصدر هذه “الرحمة” التي خلقها الله فيه. رق له قلبه، وكان ذلك من أقوى أسباب دخول المشركين في الإسلام: “”فمن رحمة الله”””””””””””””””” بل كان لطيفًا بالناس حتى”.” وفي أوقات الحروب والقتال والصراعات المسلحة بين الأمم والشعوب رحمة.

وأشار إلى أن أول ما نراه في مظاهر رحمة النبي في أوقات الحرب والقتال هو أن القتال لا يجوز للمسلمين في الشريعة الإسلامية إلا إذا كان اعتداءً عليهم لدفع دماءهم ودينهم وأرضهم وعرضهم، الخ. الممتلكات أو أي شيء آخر يندرج تحت معنى “العدوان”. بالمعنى الأوسع، أما فيما يتعلق بالمعركة نفسها أو حرب العدو أو: النزاع المسلح، ففي الشريعة الإسلامية خطر وكل خطر، وهناك قواعد وضوابط وقوانين سنها الله تعالى ورسوله. ويمارس هو نفسه قيادة جيوش المسلمين في معاركهم مع أعدائهم، ويأمر أمته بالالتزام بهم كلما اضطرتهم ظروفهم وأجبرتهم على مواجهة عدوهم.

صرح شيخ الأزهر الراحل أحمد الطيب أن أول ما يلفت الانتباه من قواعد القتال لدفع العدوان في الشريعة الإسلامية هو حكم “العدل”، وهو حكم شامل وبعيد الأثر في أمر الله. والالتزام بذلك في التعامل مع الأصدقاء والأعداء: “وقاتلوا الذين يقاتلونكم إن الله لا يحب المعتدين” أي أولاً النهي عن تجاوز حدود العدل إلى حدوده من الظلم والعدوان على الآخرين، يقول الله تعالى: “وإذا عاقبتم فعاقبوا بما عاقبتم به ولئن صبرتم فهو خير للصابرين”.

وتابع أن قواعد الإسلام العامة في المعركة تشمل الالتزام بمبدأ “الفضيلة” ومبدأ “الخير” الذي كتبه الله على كل شيء سواء كان الإنسان أو الحيوان” مترجما في لائحة الشرف في قوانين الحرب. التاريخ لا يعرف نظيرًا في معارك غير المسلمين، وهنا ودع الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه قائد جيشه في الشام وقال له: “أوصيك بتقوى الله، عدم العصيان، وعدم التطرف، وعدم الجبن وعدم تدمير قسم الولاء” – وهو ما يعني: الكنيسة أو المعبد … “

وأضاف شيخ الأزهر أن صورة القتال في الإسلام لا تكتمل دون التعرف على صورة “الأسرى” في الحروب الإسلامية، لافتا إلى أن فقه “الأسرى” في الإسلام يدور حول أمرين دون ثالث: ما أوضحه القرآن الكريم في قوله تعالى: “إما أن يكون منا آجلاً أو يكون فداءً”. إطلاق سراحه مقابل فدية يدفعها له، في إشارة إلى أنه يحرم على المسلمين قتل الأسير الذي أسره المسلمون من جيش العدو، كما نص الفقه على وجوب إطعام الأسير. وجوب معاملة الناس بالإحسان، وحمايتهم من الحر والبرد، وتزويدهم بما يكفيهم من الملبس والملابس، وإصلاح كل ضرر يلحق بهم، والالتزام بـ “تخصيص منصبهم وكرامتهم الشخصية بما يتناسب مع مكانتهم”. احترام كل فرد”. وقد استلهم دعوته إلى اللطف مع الناس قائلاً: “إن الله رحيم يحب الوداعة، ويعطي عليها ما لا يعطي على العنف”.

وقال: “لا أعتقد أنه مما سمعناه عن الحرب في الإسلام، وهو عدد قليل من كثير، يمكن أن أعقد مقارنة أو جدالاً بين الحرب في الشريعة الإسلامية ونموذجها الإنساني الرفيع وبين نموذج الحرب في الإسلام”. “الحرب الحديثة في القرن الحادي والعشرين التي أدت إلى الإبادة الجماعية.” “أن يقدم بكلمات عزاء فارغة لم تقل شيئًا، أو بمشاعر باردة تشبه المشاعر عندما يقبل تعازي الناس له، فالمقارنة في هذه الحالة مضللة و كاذبة لأي نتيجة تنتجها مبانيها.”

واختتم شيخ الأزهر قائلا: “يكفينا أن نتعلم مرة أخرى أنه وفقا لقاعدة العقل، لا يصح التمييز بين الخير والشر، بين الخير والقبح، ولا بين الفضيلة والرذيلة، ولا بين الخير والشر”. للمقارنة بين الاثنين.” قانون الغاب والغابات، والدرس الذي يجب أن نتذكره مع تجديد ذكرى المولد النبوي هو الحفاظ على ثقة هذه الأمة بنفسها، وتاريخها العريق والمشرف، وقوتها المادية والبشرية. وملكاته الروحية، وطاقاته المبدعة، وأن يكون على يقين من أن له علاجه عندما يريد ذلك، وأن يتذكر باستمرار ما قاله صلى الله عليه وسلم عن أمته: “”الأمم”” كما يتقاتل الطعام من أجل وعاءه…” وأن نبذل قصارى جهدنا للتضامن مع الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في غزة ومع شعوبنا في السودان واليمن وغيرهما، ومعرفة أن هذا ليس نعمة لهؤلاء الذين يعانون شعوب الأرض، بل واجب النسب في الدين “صلة الدم والقرابة والمصير المشترك”.

المصدر: آسا


شارك