الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة مزرية ولابد من حل سياسي مستدام لوقف المعاناة

منذ 2 أيام
الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة مزرية ولابد من حل سياسي مستدام لوقف المعاناة

يوم الثلاثاء، أكد مسؤولان من الأمم المتحدة على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة، محذرين من أن دائرة المعاناة والنضال من المرجح أن تستمر ما لم يكن هناك حل سياسي مستدام. وتبقى إعادة الإعمار… غير كافية لمعالجة حجم الأزمة.

ونقل مركز الأمم المتحدة للإعلام عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيسخريد كاش، وصفها للوضع في غزة بـ “الكئيب والمحزن” وشددت على “المسؤولية العميقة” خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن. وما يجب على المجتمع الدولي أن يتحمله في التعامل مع مأساة هذه الحرب. وهو يسلط الضوء على الوضع الإنساني المتردي في غزة، والذي تفاقم بسبب الصراع المستمر منذ عام تقريبًا في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.

ودعا منسق الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن 101 “رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس”، وشدد على ضرورة معاملتهم بشكل إنساني بموجب القانون الدولي.

وقال مسؤول الأمم المتحدة إن أكثر من 41 ألف فلسطيني قتلوا وأصيب 93 ألفا، من بينهم أكثر من 22 ألف شخص أصيبوا بجروح غيرت حياتهم.

وقالت إن الإصابات الخطيرة في الأطراف، والتي يتراوح عددها بين 13 ألفاً و17 ألفاً، وغالباً ما تؤدي إلى بتر الأطراف، هي “انعكاس حزين للمأساة الناجمة عن هذه الحرب”. “بالإضافة إلى ذلك، أدت الأزمة الإنسانية إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، وخرج 625 ألف طفل من المدارس”.

وقال منسق الأمم المتحدة إن حملة التطعيم التي تشمل جولتين ونفذتها منظمة الصحة العالمية الأونروا واليونيسيف، اكتملت بنجاح، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من حملة التطعيم خلال حوالي أربعة أسابيع.

وفي تعليقها على زيارتها الأخيرة لغزة، قالت إن وقف إطلاق النار الأخير سمح للآباء والأطفال بزيارة المراكز الصحية والعيادات بأمان. وقالت إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال أظهرت أن العمل الإنساني ممكن حتى في أصعب الظروف إذا توفرت الإرادة والالتزام السياسيان الكافيان.

ووفقا لكاخ، فإن الحملة سلطت الضوء على الدور الحاسم للأونروا، ليس فقط وفقا لتفويضها، ولكن أيضا باعتبارها شريكا حاسما وموثوقا في النسيج الاجتماعي في غزة وباعتبارها العمود الفقري للعمليات الإنسانية.

وأضاف كاخ أنه عندما تم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2720 في ديسمبر من العام الماضي، لم يكن من المتوقع أن تستمر الحرب لفترة طويلة دون وقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق، وعلى الرغم من تعقيد الوضع، فإن الأمم المتحدة تتفاوض وتعزز أنظمة وطرق إمداد إضافية بهدف تسهيل وتسريع تدفق الإمدادات إلى غزة بطريقة مستدامة وشفافة.

وفيما يتعلق بآليات التنسيق والإخطار الإنساني، أشار سيخريد كاش إلى إنشاء مجلس تنسيق مشترك جديد، لكنه قال إن حوادث مثل إطلاق النار على القوافل الإنسانية تسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين تنفيذ البروتوكولات.

وشدد كاخ على أن المساعدات الإنسانية لا تقدم سوى إغاثة مؤقتة، وشدد على ضرورة عدم تأخير عملية التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وأشار إلى أن هناك حاجة ماسة للخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان.

كما أكدت على ضرورة استعادة السلطة الفلسطينية السيطرة الكاملة على غزة بدعم من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، مضيفة أن فريقها يعمل على تطوير خيارات وحلول تمويلية للأزمة السياسية والسياسية. وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن التقدم الحقيقي يعتمد على تحسين الوضع على الأرض.

وأضافت أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الدعوة إلى سلام دائم ودعم إعادة إعمار غزة، بما في ذلك إشراك المجتمع المدني الفلسطيني وتعزيز التنمية الاقتصادية. وحذرت من أن أهوال العام الماضي تؤكد أن الحل السياسي وحده هو القادر على كسر دائرة المعاناة.

بدوره، قال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي موريرا دا سيلفا، إن الآلية الأممية المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720 تؤكد مجددا التزام مكتبه بدعم الجهود الإنسانية في غزة، مضيفا أن الآلية تنسق إيصال المساعدات الإنسانية المساعدة الإنسانية من خلال مسارات توصيل متكاملة، وتحسين الشفافية والكفاءة.

وتابع المسؤول الأممي أنه منذ تفعيل الآلية، قدمت 229 قافلة مساعدات إنسانية طلبات للحصول على تصريح من خلال قاعدة بيانات الآلية الأممية. تمت الموافقة على 175 شحنة، وتم استلام 101 شحنة، و17 شحنة في انتظار الموافقة، وتم رفض 37 شحنة. ونتيجة لذلك، تم تسليم أكثر من 22 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال سيلفا إن هذه الآلية تقلل من التأخير في الفحص وإعادة التحميل وتسمح بتدفق المساعدة بشكل أسرع وأكثر قابلية للتنبؤ به.

وأشار مسؤول الأمم المتحدة إلى التحديات التي تواجه تقديم المساعدة في غزة، مشيرا إلى أن الإرادة السياسية والضمانات الأمنية والبيئة التمكينية ضرورية لضمان استجابة إنسانية فعالة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (AHA)


شارك