وزير المالية: مستعدون دائمًا لمراجعة الأولويات مع شركائنا من مجتمع الأعمال
عقد وزير المالية أحمد كوشوك جولة جديدة من حواره الموسع مع أكثر من 200 مستثمر من كبرى المؤسسات المالية والبنوك الاستثمارية في لندن. وتمكن خلال مشاركته الأولى في اجتماعات جمعية الأعمال المصرية البريطانية “بيبا” وجمعية المصرفيين العرب، من تسليط الضوء على عدة رسائل جوهرية تتعلق بآخر تطورات الوضع الاقتصادي وأولويات السياسة المالية والاقتصادية للدولة. برنامج عمل الحكومة.. وتبادل الأفكار والرؤى مع مجتمع الأعمال بالمملكة المتحدة سواء من الشركات العاملة في مصر أو المهتمة بتركيز نشاطها في مصر خلال الفترة المقبلة.
حتى خلال مشاركته الأولى في “J. معي. مورجان للأسواق المالية والتي تميزت بحضور قوي للغاية لممثلي المؤسسات المالية والبنوك الاستثمارية المهتمة بالاستثمار في الأسواق المالية حول العالم. وأوضح الوزير المؤشرات الجيدة للأداء المالي لموازنة يونيو الماضي، والتي تدفعنا لاستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي، موضحا استراتيجية تخفيض نسبة وعبء الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي. وأعقب ذلك حوار مفتوح استمر لأكثر من ثلاث ساعات مع 60 مستثمرًا في ثلاثة اجتماعات متتالية، حيث أبدوا اهتمامهم بتشجيع استثمارات إضافية في السوق المالية المصرية. وأجاب الوزير على الأسئلة بلغة موضوعية ومتوازنة.
وعقد الوزير سلسلة لقاءات ثنائية مع بعض الشركات لبحث سبل زيادة استثماراتها في مصر في ظل الحوافز والفرص الاقتصادية الواعدة هناك. وفي لقائه مع ممثلي بورصة لندن، أعرب مستثمرو الأسهم عن رغبتهم في الاستثمار في السوق المالية المصرية، بينما تحدث الوزير في لقائه مع ممثلي مؤسسة برايس ووترهاوس عن تحسين التعاون في توطين الممارسات العالمية الرئيسية لتبسيط الإجراءات. النظام الضريبي وتقييم التجربة المصرية وشرح المرحلة الأولى للإعفاء الضريبي.
وأكد كوجوك أننا على استعداد دائم لمراجعة أولويات شركائنا في مجتمع الأعمال من أجل سياسات مالية أكثر ديناميكية وتأثيرا، خاصة وأن تقييمنا لسياساتنا سيتجاوز المؤشرات المالية ويركز على القدرة على دفع النمو والقدرة التنافسية لشركتنا. الأعمال لتحسين اقتصاد الشركة ودعم الإنتاج والصادرات، لافتا إلى أننا نعتمد على القطاع الخاص والنمو القائم. ومن خلال بناء اقتصاد أكثر استقرارًا واستدامة ومرونة، نسعى إلى خلق بيئة أعمال عادلة تعتمد على الحوافز التي تساعد على تحقيق النتائج المرجوة وتساعد في تخفيف مخاطر الاستثمار.
وأضاف الوزير أن لدينا ثلاث أولويات رئيسية للسياسة المالية في المستقبل القريب من شأنها أن تدفع الجهود نحو الاستقرار الاقتصادي. أولها: تبسيط النظام الضريبي ومد جسور الشراكة مع الممولين وتقليل عدم اليقين وتقليل الأعباء الناجمة عن التكاليف الإدارية ويوضح أننا نمر بالمرحلة الأولى من الإعفاء الضريبي والتي تتضمن إجراءات طموحة لإنهاء النزاعات والمتراكمة الملفات الضريبية، بدأت مسارًا لبناء الثقة بين مصلحة الضرائب والمستثمرين المحليين والدوليين، وتسريع عملية التدقيق النموذجية لجميع الممولين ودعم السيولة النقدية للشركات من خلال إنشاء آلية تسوية مركزية وتسريع استرداد ضريبة القيمة المضافة، بالإضافة إلى إنشاء نظام ضريبي متكامل ومبسط للغاية لتشجيع الشركات الناشئة والصغيرة ومشاريع ريادة الأعمال و”المستقلين” والمهنيين.
وأشار كوجوك إلى أننا نعمل على إعادة صياغة سياستنا المالية. نتمنى أن نصبح أكثر تأثيرا في دعم الأنشطة الاقتصادية والتنموية ببرامج ذات نتائج ملموسة ونشير إلى أننا مهتمون بتوفير الموارد الكافية لتنفيذ استراتيجية تصنيع وتصدير السيارات بما في ذلك السيارات الكهربائية، وأننا نعمل أيضا على حزمة إغاثة ودعم توطين بعض الصناعات الرئيسية في قطاع تكنولوجيا المعلومات، فضلا عن تقديم حافز جديد لتسريع بناء المزيد من الغرف الفندقية في إطار الجهود المبذولة لتعزيز قطاع السياحة.
وشدد الوزير على أن التحدي الرئيسي يتمثل في خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي والعبء، وسنتعامل مع هذا الأمر بشكل استباقي لوضع البلاد على مسار نزولي مستدام من خلال استراتيجية متكاملة ومتماسكة، بما في ذلك تقديم أدوات جديدة. التوسع في السوق المحلية مثل الصكوك والسندات الخضراء لتنويع مصادر التمويل وجذب شرائح جديدة من المستثمرين. كما نتطلع إلى تقليل الاعتماد على التمويل قصير الأجل، وبالتالي تعزيز دعمنا للجهود الرامية إلى تعزيز الاستدامة المالية، وإيجاد مساحة كافية للإنفاق الاجتماعي، ودعم القطاعات الإنتاجية، وزيادة الاستثمار في التنمية البشرية.
وأكد المستثمرون الدوليون في مباحثاتهم مع وزير المالية أننا نرى رؤية طموحة للحكومة المصرية لتحقيق مسار اقتصادي وتنموي طموح أيضًا، مشيرين إلى أن الثقة والشراكة والدعم والأمان هي اللغة التي يتوقعها المستثمرون من الجميع من الحكومة. التي تريد جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية.. وقالوا: لدينا الآن، كما أوضح وزير المالية، صورة متوازنة للوضع الاقتصادي في مصر بين الواقع الحالي والهدف الذي تريد الحكومة تحقيقه من خلال مجموعة السياسات والبرامج والإجراءات كجزء من برنامج شامل ومتكامل ومتماسك للإصلاح الاقتصادي.
المصدر: رئاسة مجلس الوزراء