شيخ الأزهر: النبي أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى

منذ 5 شهور
شيخ الأزهر: النبي أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى

سماحة الإمام الأكبر د. أكد أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن تنوع الأجناس والأديان هو أكثر ما يميز المجتمع الماليزي، وحذر من خطورة استغلال بعض المتطرفين والحركات المتطرفة للتعددية. وتصويرها جهلاً على أنها خطر على الإسلام والمجتمعات ودحض كذب هذه الادعاءات. واستشهد سماحته بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين، والتي لخصها في قوله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاتنا فقد قام بين يديه». “” فيأكل من ذبيحتنا، هذا هو المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا يخاف الله في ذمته “” يعني: لا تخون.””

جاء ذلك في كلمة د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يلقي كلمة أمام مجلس خاص للعلماء والباحثين الشباب الماليزيين. مناقشة وحوار حول وسطية الإسلام وتسامحه والمنهج الإسلامي لتعزيز الأخوة والوئام في المجتمعات بمشاركة رئيس الوزراء الماليزي دات سيري أنور إبراهيم.

صرح سماحة الإمام الأكبر؛ لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم قواعد وحدود العلاقة بين المسلم وغيره من أتباع الديانات الأخرى، علاقة مبنية على الاحترام والتعايش والتمسك بأخلاق الإسلام، وليس الأمر كذلك ويحرم فقط الاعتداء على الناس بغض النظر عن دينهم أو جنسهم أو لون بشرتهم، بل يحرم أيضاً الاعتداء على الحيوانات والنباتات والجماد، إلا ما أوضح الشرع أنه لا يعتبر اعتداء، كذبح حيوان واحد لأجل. بغرض الأكل والقضاء على الجوع وبكمية معينة، وأن الإسلام قد وضع قواعد لحماية البيئة والمناخ لا تسمح له بالاستجابة لشهواته ورغباته المادية مما له أثر سلبي على البيئة وإذا كان الإسلام يتناول كل هذه الجوانب، فكيف يعتني بالإنسان حتى لو لم يكن مسلما؟

وأكد أن مسؤولية إقرار وتعزيز التعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة تقع على عاتق كل فرد في المجتمع ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الفهم الصحيح لرسالة الإسلام بشكل خاص والأديان بشكل عام والتي تهدف إلى إسعاد الناس. يحققه وينقذه من خطر تأليه المادة ومحاولة إشباع الغرائز دون الالتفات إليها، لأن ذلك قد يؤدي إلى حروب وصراعات، ولأن الدين هو السبيل الوحيد للسيطرة على غرائز الإنسان وتوجيهها في مصلحته وفيه. مصلحة المجتمع.

وحذر شيخ الأزهر من بعض النزعات التي تثير التعصب والكراهية بين المسلمين، وتثير الصراعات المذهبية، وتوجيه اهتمامات الشباب المسلم نحو قضايا معينة تصرفهم عن النظر والاهتمام بقضايا أهم، وتشعل الصراعات والقضايا من جديد، مما يزعج المجتمع المسلم ويساهم في إضعافه وتشتته ونشر الفرقة والشقاق بين أفراده. والتأكيد على أن الجهود في هذا الوقت الحرج يجب أن تتجه أولا نحو وحدة الأمة وتماسكها من أجل تحقيق النهضة المنشودة.

واهتم شيخ الأزهر بسماع آراء بعض الشباب الماليزي ومناقشتها معهم والإجابة على أسئلتهم حول علاقة المذاهب الإسلامية واستغلال التعددية لصالح الأمة، كما ناقشوا حقوق المرأة مع البعض الفتيات في الإسلام وكيف يضمن الإسلام للمرأة حقها في التعليم والمشاركة في الحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يناقشها الشباب الماليزي المشارك.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الماليزي عن سعادته بمشاركة سماحة الإمام الأكبر في هذا اللقاء المهم، وأعرب عن تقديره لاستعداد سماحته لمناقشة أفكار الشباب الماليزي والدخول في حوار معهم دون قيود، وأكد وأن بلاده ممتنة لفضيلة الإمام الأكبر وللفكر الأزهري المعتدل الذي كان – وما زال – يصدر إلى العالم العلوم الدينية والعلمانية، وأن ماليزيا مهتمة بها لتعزيز مكانتها. العلاقات مع الأزهر الشريف، والاستفادة من برامج تدريب الأئمة التي تنظمها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والخطباء، ويأمل أن تكون زيارة شيخ الأزهر لماليزيا بداية عدد لا محدود من المشروعات والمبادرات المشتركة مع الأزهر الشريف.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (AHA)


شارك