خلال كلمته أمام مجلس محافظي المصارف المركزية العربية .. مدبولي : الأزمات الجيوسياسية تضع الحكومات أمام تحديات تستلزم التعامل بأساليب مستحدثة
وأضاف: أغتنم هذه الفرصة الطيبة لأعرب عن اعتزازي بحضوري اليوم مع هذا الحضور الكريم لهذه المجموعة المتميزة من الشخصيات المالية والمصرفية المتميزة الذين يدركون تماماً طبيعة وحجم تحديات المرحلة الحالية ويتغلبون عليها. “باحترافية مع مختلف القضايا الناشئة التي تؤثر على الاستقرار المالي والاقتصادي في الدول العربية، وهذا أمر… طرحته بينما تفضل محافظ البنك المركزي المصري بإلقاء كلمته وأشار إلى بعض النقاط الأساسية”. القضايا المدرجة على جدول أعمال الاجتماعات اليوم والتي سيتم تناولها ومناقشتها.
وأشار رئيس الوزراء في كلمته إلى أن تنفيذ فعاليات هذه الدورة يتم في ظروف إقليمية ودولية معقدة للغاية. يتشابك تأثير الأزمات المتتالية مع التطورات والاضطرابات الجيوسياسية، فتلقي بظلالها على العديد من جوانب الحياة، وتعرض حكومات الدول، خاصة في منطقتنا العربية، لتحديات غير تقليدية تتطلب في الواقع التعامل مع أساليب ومناهج حديثة تأخذ بعين الاعتبار بمختلف العوامل والمؤثرات والمتغيرات، ولا تتجاهل في الوقت نفسه البعد الاجتماعي، مع ضرورة التنسيق والتعاون الوثيق بين المسؤولين عن صياغة السياسات الاقتصادية من جهة، والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية من جهة أخرى.
وفي السياق نفسه قال د. وأضاف مصطفى مدبولي: إن تأثير تلك التوترات أدى إلى اتساع موجات التضخم، الأمر الذي تطلب تغييرات ملحوظة في ترتيب أولويات السياسات الاقتصادية، خاصة السياسة النقدية التي اتجهت إلى زيادة أسعار الفائدة تدريجيا من أجل احتواء معدلات التضخم، ويشير إلى أن ولهذه القضية تأثير سلبي على النمو الاقتصادي وتمويل التنمية في معظم البلدان النامية والناشئة، لا سيما في ظل الفجوة الاستثمارية اللازمة لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030، بتكلفة تقدرها الأمم المتحدة بنحو 4 دولارات أمريكية. تريليون دولار.
وناقش رئيس الوزراء التوقعات في أسواق العمل نظرا للتغيرات والتطورات السريعة التي تشهدها التكنولوجيا الإلكترونية الحديثة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تشهد هذه الأسواق بعض التغيرات الجذرية. ويشير صندوق النقد الدولي إلى أن نحو 40% من الوظائف التقليدية في جميع أنحاء العالم يمكن أن تتأثر بزيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: على الرغم من كل هذه التحديات والتغيرات المتلاحقة، يمكن القول إن الاقتصاد العالمي أظهر مرونة وتماسكا لتجنب الوقوع في دائرة الركود الاقتصادي بعد أن رفعت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة للحد من احتواء التضخم. وبغض النظر عن تأثير ذلك على أداء العديد من القطاعات الاقتصادية، خاصة على نشاط التجارة الدولية، فإننا نرى بتفاؤل حذر إمكانية استقرار وتحسن أداء الاقتصاد العالمي.
وفي الوقت نفسه قال د. ويشير مصطفى مدبولي إلى أن تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن معدل النمو الاقتصادي العالمي سيصل إلى 3.2% عام 2024 ونحو 3.3% عام 2025، وهو ما يعتبر مؤشرا على حالة الاستقرار النسبي في تطور الاقتصاد العالمي، لكن ولا تزال هذه المعدلات أقل من متوسطها في السنوات التي سبقت تفشي وباء فيروس كورونا.
دكتور. وتابع مصطفى مدبولي حديثه حول هذه النقطة: “في خضم هذه المتغيرات، قد تتفقون معي على أن إحداث تحول حقيقي في اقتصاديات دول منطقتنا العربية يعتمد بالضرورة على تحقيق انتعاش واسع النطاق في قطاع الاستثمار وتسريع وتيرة الاستثمار. وتيرة التحول في استخدامات الطاقة، بالتوازي مع… السعي لتحقيق الأهداف التنموية، وهو ما يتطلب بالتالي اعتماد حزمة من التدابير الرامية إلى تحسين المالية العامة وإطار السياسة النقدية وزيادة معدلات التبادل التجاري، وتعظيم الحجم التدفقات المالية عبر الحدود وتحسين مناخ الاستثمار وتعزيز جودة المؤسسات.
كما أكد رئيس الوزراء أن مصر بموقعها الجغرافي والسياسي جزء لا يتجزأ من كافة التفاعلات الإقليمية والدولية، وكما أن لها تأثيرها وتفاعلاتها، فإنها تتأثر أيضًا بالمتغيرات والمعطيات المختلفة، موضحًا ذلك في وفي مواجهة التحديات المتلاحقة، حث الحكومة المصرية، بتوجيه ودعم من القيادة السياسية الرشيدة لسيادته، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه التحديات، كما واصلت مسيرتها في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لدعم النمو والتوظيف، لاسيما مواصلة تعزيز النمو. توجت نشر وثيقة سياسة ملكية الدولة للقطاع الخاص، بهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في الإنتاج والتوظيف والاستثمار والصادرات، مما مكن الاقتصاد المصري من الصمود في وجه أزمات الاقتصاد العالمي المعقدة والمترابطة، حيث أظهر أداء الاقتصاد المصري خلال السنوات الأربع الماضية قدرة ملحوظة على مقاومة الأزمات، مسجلا معدلات نمو بلغت في المتوسط نحو 4.3% خلال الفترة 2020-2023.
دكتور. وفي هذا الصدد، أشار مصطفى مدبولي إلى أن الدولة المصرية، وفي إطار رحلتها لتعزيز النمو المستدام، لم تهمل السعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وهو ما انعكس في إطلاق برنامج “مصر 2030”. استراتيجية التنمية المستدامة. كما تم إطلاق العديد من المبادرات التنموية، أبرزها “مبادرة العيش الكريم: مجتمعات قروية مستدامة”، وهي بالفعل أكبر مبادرة تنموية في مصر، وقد أدرجتها الأمم المتحدة ضمن منصتها الدولية لأفضل الممارسات الدولية لتعزيز تحقيق التنمية المستدامة. الأهداف.
وأضاف أن الحكومة المصرية بكافة مؤسساتها لا تدخر جهداً في صياغة وتنفيذ الأولويات والتوجهات الاستراتيجية للفترة المقبلة، بهدف تحقيق نمو اقتصادي قوي وشامل ومستدام، مع التركيز على زيادة مساهمة الاقتصاد المصري. وتمثل الاستثمارات والصادرات في هيكل الناتج المحلي الإجمالي نحو 50%، بما يدعم معدلات التشغيل لخلق نحو 8 ملايين فرصة عمل في الفترة 2024-2030.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء في كلمته أن الحكومة تواصل جهودها لتحسين مستوى البنية التحتية بهدف جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وهو ما أدى أيضًا إلى تقدم مصر في العديد من المؤشرات الدولية ذات الصلة. التأكيد: نسعى جاهدين لتوسيع نطاق الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في مشاريع تطوير البنية التحتية من خلال تطوير نماذج الشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص.
دكتور. وأضاف مصطفى مدبولي: استمراراً لنهج تهيئة البيئة المناسبة لتشجيع الاستثمارات، نفذت الحكومة المصرية بالفعل العديد من الإصلاحات التشريعية والمؤسسية التي تدعم بيئة الاستثمار، حيث سنت عدداً من القوانين واللوائح التي تهدف إلى تبسيط إجراءات إقامة المشروعات وتشجيع القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي. وأبرز مثال على ذلك هو منح “الرخصة الذهبية” لإقامة المشروع، مما يوفر على المستثمرين الوقت والجهد.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية اهتمت مؤخرًا بتبني استراتيجية جديدة للصناعة بالإضافة إلى سياسة ضريبية جديدة، وهي كلها إجراءات ستسهم بلا شك في تحسين بيئة الاستثمار في مصر.
وتابع: “مع كل هذه التطورات والجهود المبذولة على مختلف المحاور، أولت الحكومة المصرية اهتمامًا خاصًا لتسريع وتيرة التحول إلى الاقتصاد الأخضر من خلال إطلاق “الاستراتيجية الوطنية بشأن تغير المناخ في مصر 2050” في عام 2022، وقد جلبت مسار يركز على خفض الانبعاثات من جهة والتعامل مع…آثار تغير المناخ من جهة أخرى، بما في ذلك مشاريع من خلال شراكات إقليمية ودولية تبلغ قيمتها نحو 324 مليار دولار لبرامج التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه.
وأشاد رئيس مجلس الوزراء في كلمته بالعلاقات الاستثمارية الممتازة والقوية بين مصر وجميع الدول العربية، والتي أصبحت أكثر تفاعلا وصلابة يوما بعد يوم.
وأوضح في هذا الصدد أن الحكومة المصرية أبرمت العديد من اتفاقيات تشجيع الاستثمار مع شركائها من الدول العربية الشقيقة، حيث أن مثل هذه الاتفاقيات لها الأثر الكبير في دعم عملية النمو والتنمية في مصر وتمثل أيضًا جزءًا من جهود الحصاد لتسهيل وتسهيل إجراءات وصول المستثمرين وتوفير العناصر اللازمة لتعزيز ذلك من خلال توفير بعض الحوافز الإجرائية والإدارية.
وفي نهاية كلمته قال رئيس الوزراء د. وخاطب مصطفى مدبولي مرة أخرى جميع الحاضرين، معربًا عن أمله في أن تحقق الدورة العادية الثامنة والأربعين لمجلس محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية النجاح المنشود. ويجسد روح التعاون والتنسيق بين محافظي البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية.