الرئيس السيسي: السلام خيار استراتيجي للدولة المصرية وليست لدينا أجندة خفية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم الثلاثاء، أهمية الرؤية الثاقبة لقيادة الدولة المصرية خلال فترة حرب أكتوبر وتبعاتها والتي تعدت الحدود فقاتلوا وانتصروا واجتهدوا من أجل استعادة البلاد وتحقيق السلام.
وقال الرئيس السيسي، اليوم، في كلمته خلال حضوره التفتيش الحربي للفرقة السادسة مدرع بالجيش الثاني الميداني بمحافظة الإسماعيلية، إن السلام قرار استراتيجي للدولة المصرية، ونحن في مصر نفعل ذلك، القوات المسلحة ومؤسسات الدولة ليس لديك نوايا خفية.”
وأضاف الرئيس السيسي أنه رغم فارق الإمكانات، إلا أن الدولة المصرية حققت النصر في أكتوبر 1973 بالإرادة والرؤية الرائعة التي سبقت عصرها وجلبت السلام لمصر حتى يومنا هذا.
وتابع: “الحرب هي الاستثناء، والسلام والبناء والتنمية هو الأساس، وما يحدث في المنطقة كان بمثابة اختبار حقيقي لهذه الاستراتيجية”.
وقال الرئيس السيسي في كلمته إن مصر جعلت من السلام خيارا استراتيجيا منذ حرب أكتوبر 1973 لأن القيادة السياسية كانت لديها رؤية بارعة واتخذت السلام منهجها، مشيرا إلى أن الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة تؤكد هذه الرؤية وكانت واحدة من قادة السلام في مصر بعد حرب أكتوبر 1973 وكانت رائعة للغاية وسابقة لعصرها.
وأضاف الرئيس السيسي أن الفترة التي سبقت حرب أكتوبر كانت فترة صراع شديد وكراهية في المنطقة، بالإضافة إلى القدرات المختلفة التي لم تكن في صالح الجيش المصري في ذلك الوقت. وعلى الرغم من هذه الاختلافات، فإن إرادة الجيش والشعب المصريين في القتال كانت عاملاً مهمًا للغاية في النصر.
وأشاد الرئيس السيسي في كلمته بالقيادة السياسية في ذلك الوقت، التي كانت تتمتع برؤية بعيدة المدى للغاية، واستطاعت أن تتجاوز عصرها من خلال استعادة البلاد ودفع عملية السلام.
وشدد السيسي على أن دور القوات المسلحة هو الحفاظ على أراضي الدولة وحماية حدودها. ويعتبر هذا أفضل وأشرف مهمة.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر ليس لديها أجندة خفية تجاه أحد، قائلا: “لقد وصلت إلى نقطة مهمة أود التأكيد عليها، فلا القوات المسلحة ولا الدولة المصرية ولا أي من مؤسساتنا لديها أجندة خفية تجاه أحد”. “
وأشار إلى أن الحرب استثناء، لكن الوضع العام هو السلام والاستقرار والبناء والتنمية. وقال: “على مدى الأعوام الـ51 الماضية، كنا في اختبار حقيقي لإرادة مصر في الحفاظ على السلام. كما أن استراتيجية مصر لحماية حدودها وأراضيها؛ ولهذا أعتقد أنه اليوم، بعد كل هذا الوقت، علينا جميعا أن نتوقف أمام هذا الوضع في مصر وأمام القادة الذين كانوا حاضرين في ذلك الوقت، سواء كان قادة الولايات المتحدة أو قادة إسرائيل. كثير ممن يستمعون إلي اليوم لم يعيشوا تلك الفترة، ومن الممكن أن يقرأوا عن ذلك الوضع، وهذا أمر جيد، ولكن هناك فرق كبير بين القراءة عنه والتعايش معه”.
وأضاف الرئيس السيسي: “ما نشهده اليوم من صراع واقتتال وحالة من الغضب والكراهية كانت موجودة آنذاك بشكل أو بآخر على مستوى المنطقة بأكملها، فكيف كانت القيادة في ذلك الوقت في مصر و؟ حتى في «هل تجاوزت إسرائيل الأحداث وتوصلت إلى سلام ينهي حالة الحرب؟»
وتابع السيسي: “مصر اليوم لها موقف ثابت وثابت وموقف عادل تجاه قضية عادلة وهي القضية الفلسطينية”، مؤكدا على حق الشعب الفلسطيني في العيش جنبا إلى جنب مع الدولة في دولة مستقلة. : «أنا لا أتكلم باسمي وباسم مصر فقط، بل أستطيع أيضاً أن أتكلم باسمي وباسم كل أشقائنا في الوطن العربي». “سيفتح آفاقا حقيقية وموضوعية للسلام والتعاون على المستوى الإقليمي والإقليمي”.
وأكد الرئيس السيسي أن القضية الفلسطينية؛ وكان تصريحه ذا أهمية مركزية بالنسبة لضمير الجميع: “إن إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية؛ حماية المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا هو موقفنا الثابت الذي نؤكد عليه دائما ونقول إنها قضية عادلة لأن المجتمع الدولي برمته يعرف ويعترف بذلك، ولكن المهم هو اعترافنا ومعرفتنا يجب أن تترجم إلى أفعال، لتحقيق هذا الهدف.
وقال الرئيس السيسي إن مصر تريد في المرحلة الحالية تحقيق ثلاثة أهداف لم تتغير منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، وهي: وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، ثم إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، حيث منذ ذلك الحين مليوني شخص يعانون في حوالي عام.
وأضاف الرئيس السيسي في كلمته: “لقد سقط أكثر من 40 ألف ضحية، ثلثهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 100 ألف، وهذا ثمن باهظ للغاية يجب دفعه، وحجم الدمار لا يقتصر على ذلك”. إلى البنية التحتية العسكرية، بل تشمل البنية التحتية للقطاع مثل المستشفيات. والخيار هو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لوضع حد للصراع والكراهية.
وتابع الرئيس قائلا: “لقد كانت لنا في مصر تجربة تعتبر درسا للعالم، فقد حققت البلاد ما عجزت حروب الـ51 عاما الماضية عن تحقيقه”، معربا عن امتنانه للقوات المسلحة على هذا و تقديراً من الاستعداد الدائم والوطنية والتدريس المشرف.
وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية واجهت اختبارا حقيقيا في عام 2011، حيث استهدفت جناحي الأمة في مصر: الشرطة والجيش. لإسقاط الدولة المصرية في حرب أهلية واسعة النطاق مستمرة ويلتهم كل فرص التنمية، مع الاعتراف بدور القوات المسلحة في هذه الفترة، وحماية الأمن القومي والشعب المصري من آثار الفترة التي هي الآن تعتبر من أصعب الأوقات التي مرت بها الدولة المصرية.
وأشار الرئيس السيسي إلى صعوبة الفترة بعد أحداث 2011 في مكافحة الإرهاب ومكافحته، والتي استمرت نحو عشر سنوات، فيما هنأ القوات المسلحة والشرطة والدولة المصرية على الجهود المبذولة خلال هذه المهمة الصعبة التي قامت بها العديد من الدول. في العالم لا يمكن أن يجتمع.
وحيا الرئيس السيسي تضحيات الشهداء والجرحى الذين سقطوا في المعركة ضد الإرهاب، موجها خالص الشكر لأسرهم.
وأكد أن القوات المسلحة رغم قوتها إلا أنها قوة رشيدة تتميز بأقصى درجات التوازن في تصرفاتها.
وشدد الرئيس السيسي على أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالتوازن ومنتهى الاعتدال والرغبة في عدم إثارة الصراعات، لافتا إلى أن القوات المسلحة جزء من الشعب المصري.
وأكد الرئيس السيسي تقديره لشرف المؤسسة العسكرية المصرية وكرامة ومكانة العقيدة العسكرية المصرية. نهتم دائمًا بالحفاظ على أمن الدولة واستقرارها وحدودها وحماية مصالحها الوطنية؛ بالعقل والنضج والتأمل.
وقال الرئيس السيسي: “إن القوات المسلحة والدولة المصرية لم يتحدثا مع بعضهما البعض قط، وكان همهما الوحيد هو محاربة التخلف والجهل والفقر. ولا نضيع إمكانياتنا في ممارسات قد لا تكون مفيدة”، مؤكدًا أن الدولة المصرية ليس لديها أجندة خفية ضد أحد. كل ما تريده هو العيش بسلام على حدودها، سواء كانت الحدود الشمالية الشرقية أو الجنوبية أو الغربية أو حتى في أعماق هذه الحدود.
وشدد الرئيس السيسي على أهمية التعايش والتعاون وأولوية البناء والتنمية وليس الصراع. وقال: “الدولة المصرية تريد أن تعيش وتتعاون لأن تجربتها تثبت أن التعاون والبناء والتنمية أفضل من الصراع والاقتتال”.
وفي ختام كلمته، وجه الرئيس السيسي الشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة الجيش الثاني قائدها اللواء ممدوح جعفر، وقائد الفرقة السادسة مدرع العميد طاهر غريب طاهر، على وقال: “أتمنى أن يعبر الشعبة عن تقديري واحترامي واعتزازي بهم وبمستوى التوافق اليوم وربنا سبحانه وتعالى. إنه يحمينا ووطننا من كل شر وسوء ما دامت القوات المسلحة يقظة ويقظة ومستعدة ومدربة وصادقة وشريفه؛ لا يوجد خوف على الإطلاق. ونأمل أن تكون مصر آمنة وبصحة جيدة في الأشهر المقبلة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (AHA)