وزير الصحة : مصر والسعودية تحققان إنجازا هاما بالانضمام إلى الوكالة الدولية لأبحاث السرطان
دكتور. أكد خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، أن الصراعات المتفجرة الحالية في فلسطين والسودان ولبنان أدت إلى تعطيل النظم الصحية بشكل خطير وأدت إلى تفاقم النتائج الصحية لعدد لا يحصى من الناس، مشددا على وقوف مصر متضامنة مع الجميع. مع إخوانه في فلسطين والسودان ولبنان، وتقديم المساعدات الإنسانية والصحية للتخفيف من معاناتهم.
وقال إن أحد أكبر التحديات في صياغة السياسة الصحية في شرق البحر الأبيض المتوسط هو التنوع الهائل الذي تتميز به منطقتنا. إننا نواجه تفاوتات كبيرة في الدخل والظروف الاجتماعية وفرص الوصول إلى التكنولوجيا، وهو ما يؤدي بدوره إلى تفاوتات كبيرة في الصحة داخل بلداننا وفيما بينها. ونعلن أنه لا يوجد حل أو سياسة واحدة يمكنها أن تلبي بشكل فعال الاحتياجات الفردية لكل بلد. ولذلك، يجب علينا أن ننظر إلى هذا التنوع باعتباره سمة مميزة لمنطقتنا وأن نستخدمه لصالحنا لأفضل الممارسات والمهارات التي تتمتع بها كل دولة.
جاء ذلك في كلمة سعادة الوزير خلال مشاركته اليوم الثلاثاء في فعاليات الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية تحت شعار “صحة بلا حدود” في دولة قطر الشقيقة.
وأعرب الوزير عن خالص امتنانه لدولة قطر لاستضافتها هذا الحدث الهام، وأشار إلى الأهمية الكبيرة لمناقشات هذه الدورة في ظل التحديات الصحية التي تواجهها المنطقة، خاصة في ظل الصراعات المستمرة التي ألقت بظلالها على الجميع. النظم الصحية في شرق البحر الأبيض المتوسط تتحدى.
وأضاف الوزير أن برنامج العمل العام الرابع عشر لمنظمة الصحة العالمية يوفر أساساً ممتازاً لهذا النهج، حيث يسلط الضوء على أهمية الشراكات الفعالة مع البلدان لتعظيم التأثيرات الإيجابية على الصحة العامة ويدعو أيضاً إلى تغيير الاستراتيجيات التشغيلية لمنظمة الصحة العالمية لمعالجة زيادة الفعالية على مستوى الدولة. وكجزء من هذا التحول، يجب علينا أن نصمم إجراءاتنا بما يتناسب مع قدرات كل دولة ونقاط ضعفها، بدءًا من حوار السياسات إلى الدعم الاستراتيجي والمساعدة الفنية وتوفير الخدمات الصحية.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان على أن الالتزام السياسي بالتغطية الصحية الشاملة، إلى جانب الاستثمارات في النظم الصحية القوية، عنصران أساسيان لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار في الجمهورية العربية على المدى الطويل وترحب مصر بالمبادرة التي أطلقت جولة جديدة من الاستثمارات التي ستساعدنا بلا شك على تعبئة الموارد اللازمة والمرنة لتنفيذ برنامج العمل العام الرابع عشر على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية تعمل بلا كلل على توسيع نطاق إنتاج الأدوية واللقاحات لتلبية الاحتياجات المحلية ودعم الدول الأخرى، لافتا إلى أنه في عام 2022 ستكون مصر إحدى الدول المؤهلة للحصول على تقنية mRNA لإنتاج اللقاحات. تم اختياره من خلال المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية والتعاون الوثيق بالتوازي مع تعزيز التعاون الدولي من خلال آلية تسريع تصنيع اللقاحات في أفريقيا (AVMA).
واستنادا إلى إدراك رؤية صحة بلا حدود بأن حالات الطوارئ الصحية تمثل مجال قوة حاسما لشرق البحر الأبيض المتوسط، أشار إلى أن خبرتنا وخبرتنا الواسعة تضعنا في وضع فريد لإحداث تأثير إيجابي كبير على هذه المنطقة وخارجها. وباستخدام معرفتنا، يمكننا أن نكون مثالا قويا للمجتمع الدولي.
وفي هذا السياق، أكد الوزير على عدة نقاط مهمة، من بينها الاستعداد، لأنه من خلال التحليل الاستباقي للمخاطر المحتملة، يمكننا تقليل احتمالية حدوث حالات الطوارئ الصحية وتأثيراتها، بما يتماشى مع استراتيجيتنا الوطنية للصحة (2024-2030)، حسبما ذكرت وزارة الصحة المصرية. تلتزم الصحة بضمان الوصول العادل إلى الخدمات الصحية الجيدة من خلال استخدام أدوات التنبؤ بالأمراض والوقاية منها، كما تلتزم بالامتثال لتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005).
كما نشارك بنشاط في المفاوضات الجارية في هيئة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بمعاهدة الوباء، وندعو جميع الدول الأعضاء إلى المشاركة بنشاط في هذه المفاوضات لتسريع اختتامها بحلول نهاية هذا العام، حيث إن وجود إطار دولي ملزم قانونا أمر ضروري لتحقيق السلام الشامل. والاستجابة المنسقة لحالات الطوارئ الصحية المستقبلية، والتزام مصر بمشاركة أفضل الممارسات والعمل مع الشركاء الإقليميين لتحسين قدرتنا الجماعية على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية.
والنقطة الثانية هي مقاومة مضادات الميكروبات، وهي جائحة صامت يتطلب نهجا شاملا متعدد القطاعات يأخذ في الاعتبار صحة الإنسان والحيوان والنبات فضلا عن الجوانب البيئية. لقد أدركت مصر خطورة هذه الأزمة واستجابت لها بالالتزام والعمل. وتشير إلى أن مصر لديها اليوم 60 مستشفى نموذجيا تشارك في برنامج مقاومة مضادات الميكروبات، وأن العديد من المستشفيات تستعد للحصول على الاعتماد الدولي من الجمعية البريطانية للعلاج الكيميائي بمضادات الميكروبات (BSAC)، ومن المتوقع الحصول على هذا الاعتماد بنهاية العام الجاري. يصل.
وفي هذا السياق قال د. أعلن خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ترحيب جمهورية مصر العربية بالإعلان السياسي بشأن مقاومة المضادات الحيوية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، وهو تأكيد قوي لالتزامنا المشترك.
وتطرق في كلمته أيضًا إلى نهج الصحة الواحدة، مشيرًا إلى أن تعزيز الصحة أمر بالغ الأهمية لمعالجة التحديات المترابطة لأنظمتنا الصحية، وأشار إلى أن وزارة الصحة المصرية تتخذ خطوات هائلة لتحسين الصحة والرفاهية ويتم دعم شعبنا. من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الواحدة، حيث تجسد هذه المبادرة إطارًا متعدد القطاعات يدمج صحة الإنسان والحيوان والبيئة ويركز على تحويل المرافق الصحية إلى مراكز صحية خضراء يمكن أن تحسن بشكل كبير قدرتها على مراقبة هذه الأمراض والوقاية منها والاستجابة لها تحديات معقدة، مما يمهد الطريق في نهاية المطاف لمستقبل أكثر صحة للجميع.
كما تناول “تغير المناخ” الذي يفرض تحديات ملحة على الصحة العامة وتتطلب اهتماما فوريا. وبينما نعمل على تطوير مبادرات “صحة واحدة” الخاصة بنا، فقد قمنا بدمج استراتيجيات التكيف مع المناخ في أنظمتنا الصحية، حيث يمكنها جميعًا حماية صحتنا وصحة الأجيال القادمة مع مكافحة آثار تغير المناخ.
وأضاف في كلمته أن الأمراض غير المعدية تمثل ثلثي إجمالي الوفيات في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويعود العديد من هذه الوفيات إلى عوامل يمكن الوقاية منها مثل النظم الغذائية غير الصحية وتعاطي التبغ وقلة النشاط البدني. وبينما نقترب من اجتماع الأمم المتحدة الرابع الرفيع المستوى بشأن الأمراض غير المعدية في عام 2025، لدينا فرصة حاسمة لتنشيط جهودنا الصحية.
وفي هذا السياق، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مكافحة الأمراض غير المعدية، وبلغت ذروتها قبل أيام قليلة بحصولنا على “جائزة فريق العمل المشترك التابع للأمم المتحدة المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها لعام 2024″، والتي تم منحها بموجب تم إعلان عام 2024 الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في لفتة ودية من المدير الإقليمي.
وبالإضافة إلى ذلك، تفخر مصر بدعم مشروع قرار جمعية الصحة العالمية المقبل بشأن “الأمراض النادرة” بالتعاون مع إسبانيا وبدعم من قطر وماليزيا وفرنسا وبنما وتشيلي. تمثل هذه المبادرة خطوة مهمة في تعزيز الاستجابة العالمية لهذا المجال الذي غالبًا ما يتم تجاهله من الرعاية الصحية.
ونشكر دولة قطر على دعمها لمشروع القرار هذا، وندعو جميع الدول الأعضاء إلى الانضمام إلينا في دعم هذه المبادرة الهامة.
كما سلط الضوء في كلمته على انضمام مصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرًا إلى الوكالة الدولية لأبحاث السرطان. هذا النجاح هو نتيجة سنوات من الجهود الدؤوبة لتعزيز مبادرات الكشف المبكر والوقاية لأبحاث السرطان ويمثل علامة فارقة في التزامنا بتعزيز التعاون الدولي في مكافحة السرطان وتطوير البحوث ذات الصلة.
وبينما نتحرك نحو عالم خالٍ من شلل الأطفال، تمكنت مصر من زيادة معدل التطعيم ضد شلل الأطفال إلى 96.5% في عام 2022، ونفذت العديد من حملات التطعيم الموسعة ضد شلل الأطفال التي ساعدت في إبقاء مصر خالية من شلل الأطفال منذ عام 2006، وفقًا للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط. لالتزامها ودعمها الكبير في هذا المجال.
وتابع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان في كلمته أن وزارة الصحة حققت خطوات متقدمة في رقمنة النظام الصحي ضمن استراتيجية مصر للتحول الرقمي وميكنة الخدمات الصحية. وتضمنت هذه الخطوات تطوير تطبيقات الصحة المحمولة والتطبيب عن بعد، مما ساعد على تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية، وخاصة في المناطق النائية.
وساعدت الحلول التكنولوجية في العلاج على تخفيف العبء على المرضى في هذه المناطق الذين يضطرون للسفر إلى المستشفيات الكبيرة.
وأضاف أنه لإيماننا العميق بأهمية الاستثمار في العنصر البشري وتحسين المهارات ورفع الوعي بالقضايا الصحية، اتخذت وزارة الصحة والسكان العديد من المبادرات والخطوات لرفع كفاءة موظفيها في مختلف المجالات، خاصة في مجال الحكم. ومن أهم هذه المبادرات تشكيل المجلس الأعلى لمقدمي الرعاية الصحية للمراهقين، وذلك في إطار رؤية الدولة المصرية لإعداد كوادر شابة قادرة على تولي المناصب القيادية، بما يتماشى مع توجيهات القيادة السياسية في إطار القطاع الصحي المصري. الحكم.
كما تمكنت مصر مؤخرًا من التوسع في العديد من المشروعات القومية الجديدة التي تهدف إلى تحسين وتعزيز البنية التحتية اللازمة لبناء نظام تأمين صحي شامل، حيث تهدف هذه الجهود إلى تعزيز قيم العدالة والمساواة في الحصول على الرعاية الصحية والخدمات العلاجية للجميع. المستفيدين كجزء لا يتجزأ من تحقيق خطة التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030).
وقال إنه منذ أيام قليلة، وبرئاسة روسيا الاتحادية، اعتمدنا الإعلان الوزاري الرابع عشر لوزراء صحة البريكس، والذي تضمن عدداً من المبادرات لدعم الدول الأعضاء في البريكس والبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، في مجالات مهمة. مجالات مثل مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز الصحة العامة، وإنشاء نظام شامل للإنذار المبكر لمنع تفشي الأمراض المعدية وتعزيز أبحاث السل وأبحاث اللقاحات وتطويرها.
دكتور. دعا خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية البشرية وزير الصحة والسكان كافة دول شرق المتوسط للمشاركة في النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية في الفترة من 20 إلى 25 أكتوبر بالقاهرة برعاية للرئيس عبد الفتاح السيسي. المصدر: رئاسة مجلس الوزراء