مدبولي يؤكد عُمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والسعودية

منذ 3 ساعات
مدبولي يؤكد عُمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والسعودية

رئيس الوزراء د. أكد الدكتور مصطفى مدبولي انعقاد القمة المصرية السعودية التي عقدت أمس في مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة رئيس مجلس الوزراء، ونقل وزير المملكة العربية السعودية العديد في هذا الصدد رسائل مهمة للغاية، وأشار إلى أن جزءًا مهمًا من المناقشات دار حول الوضع الإقليمي والتنسيق الكامل بين مصر والمملكة العربية السعودية في هذا الإطار، وكذلك التعامل مع التغيرات السريعة للغاية التي تحدث، والتأكيد على ذلك. الحاجة وضمان التنسيق الكامل بين البلدين المهمين. إنهم يمثلون جناحي الأمة العربية والإسلامية، وهم من أكثر دول المنطقة نفوذا.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده د. مصطفى مدبولي بمشاركة د. رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لتقدم سلسلة من التحديثات الهامة حول أداء الاقتصاد المصري، وكذلك مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي في الفترة السابقة، بالإضافة إلى التطرق إلى الحكومة الجهود المبذولة في مجال الإصلاحات الهيكلية .

وقال البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء، إن مدبولي أوضح خلال المؤتمر الصحفي، أن المباحثات المصرية السعودية تطرقت أيضًا إلى مختلف التحديات في المنطقة، عدا الحرب في غزة وجنوب لبنان، حيث اتفقت المملكة على كافة الرؤى ومصر. ونظراً لهذه الأزمات وضرورة تكاتف الجهود، فإننا نبذل كل جهد ممكن لمحاولة تجنيب المنطقة آثار هذه الصراعات ومحاولة إيجاد حلول سلمية لها.

وأضاف مدبولي: الجزء المهم يتعلق أيضًا بالعلاقات الثنائية، حيث تشرفنا بحضور فخامة رئيس الجمهورية وصاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي توقيع إنشاء مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي آلية مهمة للغاية يتم من خلالها يتم التنسيق الكامل. وعلى أعلى مستوى، يرأس المجلس رئيس الجمهورية وولي العهد السعودي ويتكون أعضاؤه من الوزراء المعنيين في البلدين، بحيث يتم التنسيق في كافة المجالات المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية، كما وكذلك فيما يتعلق بالجانب السياسي والخارجي والعلاقات الخاصة التي تشهدها المنطقة وسيكون لهذا المجلس بإذن الله نوعية يعمل من خلالها على هدف رئيسي وهو تفعيل وتعزيز والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتي نأمل إن شاء الله أن تشهد نهضة كبيرة في المرات القادمة.

وأوضح أن الشق الآخر هو التوقيع على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المتبادل بين مصر والمملكة العربية السعودية، وقال رئيس الوزراء: «استطعنا إنجازها في وقت قياسي وبسرعة كبيرة، وتم التوقيع عليها من جانب مصر والمملكة العربية السعودية». وزيري الاستثمار في البلدين.

وتابع: سبق أن ذكرت على هامش زيارتي الأخيرة للمملكة العربية السعودية أنه بالإضافة إلى حماية هذه الاستثمارات، فإن هذه الاتفاقية ستضمن أيضًا مزيدًا من تعزيز وجذب الاستثمارات المتبادلة في البلدين. ولذلك، تنص الاتفاقية على العديد من الإجراءات التي تهدف إلى تبسيط وتسهيل وتحفيز الاستثمارات المتبادلة، مع التأكيد على أنها ستمثل بداية مهمة للغاية في زيادة الاستثمارات السعودية في مصر خلال الفترة المقبلة.

وأضاف رئيس الوزراء خلال كلمته: “تطرقنا إلى ملفات الصناعة وتم الحديث عن التركيز على الاستثمارات المشتركة في القطاع الصناعي خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى قطاعات أخرى مختلفة تناسب الاقتصادين المصري والسعودي”. كما حرص على متابعة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والتي يجري تنفيذها وأهمها الربط الكهربائي المصري السعودي.

وتابع: بالأمس كان التركيز على الدخول في المرحلة الأولى من توصيل الخدمة الكاملة بحلول مايو أو يونيو المقبلين على أقصى تقدير.

وأشار مدبولي إلى أنه يوجد في الوقت الحالي ربط كهربائي متبادل بقدرة 1500 ميجاوات، موضحًا أن ذلك يمثل ميزة للبلدين حيث أن فترات الذروة مختلفة في كلا البلدين وبالتالي يمكن لمصر الاستفادة من وجود الكهرباء خلال فترات الذروة بالمملكة السعودية. العربية والعكس، بحيث تتلقى السعودية الطاقة من مصر في أوقات الذروة.

وأكد مدبولي أنه تم طرح نقطة مهمة للغاية، وهي أن مشروع الربط الكهربائي بين البلدين الذي تصل قدرته إلى 3000 ميجاوات، سيصبح أكبر من القدرة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي بأكملها، وقال: يجب عليهم زيادة الحجم مشروع الربط الكهربائي ما يجري بين مصر والسعودية والجهود التي يجب بذلها خلال هذه الفترة.

وتابع: وهناك جزء آخر أود الإشارة إليه. شهدنا وتشرفنا فخامة رئيس الجمهورية بتكريم الندوة التثقيفية رقم 40 للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر المجيد 1973.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء بعض الرسائل المهمة جداً التي أشار إليها فخامة رئيس الجمهورية في كلمته. وأهمها أنه في ظل الظروف المضطربة في المنطقة، والتي تتطلب منا التحرك على عكس ما تفعله مصر، فإن مصر تتحرك بتركيز دائم على السلام المستدام لمزيد من توسيع قدرات القوة الشاملة لمصر، ويجب علينا ضمان ذلك. وأن كل مصري يعلم أن هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على السلام الذي نعيش فيه الآن وحمايته.

وتابع مدبولي قائلا: بدون دولة قوية بكل إمكانياتها يمكن أن نكون مطمعا أو مهددا من قوى أخرى، ولذلك فإن بناء قوة عسكرية شاملة مهم للغاية لردع أي محاولات لتهديد أمن مصر.

وتابع رئيس الوزراء قائلا: “ولذلك أكد فخامة الرئيس أن التحديات الإقليمية تتطلب مستوى عاليا جدا من تلاحم الشعب المصري من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن وإنجازاته، وكذلك تماسك الأمة ووعيها الكامل”. “المواطن المصري فيما يتعلق بالأحداث المعروضة عليه، وأن الهدف الأساسي الذي يسعى القادة المصريون من أجله هو الحفاظ على مقدرات الدولة لأنها بمثابة مفتاح الأمن والاستقرار للوطن.

دكتور. وأشار مصطفى مدبولي إلى أنه لا ينبغي للمصريين أن يخافوا من التهديدات الخارجية، مشددا على أهمية تماسك الجبهة الداخلية والوعي الكافي للتعامل مع كل هذه التحديات الإقليمية غير المسبوقة في الفترة الحالية.

وأضاف رئيس الوزراء قائلا: “لأول مرة سأطرح موضوعا سبق أن طرح الأسبوع الماضي وأثار جدلا واسعا، وذلك ردا على سؤال أحد الصحافيين حول تحضير الحكومة لسيناريوهات مختلفة للتعامل مع الوضع”. في المنطقة، وتم الرد على هذا السؤال بالقول إن مصر قادرة على التعامل مع كافة السيناريوهات، وأنه إذا تفاقم الوضع وتطور إلى حرب إقليمية، فسوف تلجأ ما تسمى قيادة الدولة إلى “اقتصاد الحرب” الذي أثار جدلاً وتم مناقشته، مع التذكير بالمراجع التي وردت خلال الاجتماع السابق فيما يتعلق بتوجيهات مفتشية الحرب التابعة للفرقة السادسة. المدرعة التابعة للجيش الثاني الميداني بناء على الكلمة التي ذكرها فخامة السيد الرئيس. وهذا هو «بناء القوة الشاملة للأمة».

وفي هذا السياق قال د. ورد مصطفى مدبولي على تصريحاته وقتها بضرورة طمأنة المواطن المصري، حيث أن مصر ستظل بلد الأمن وواحة استقرار في المنطقة، مضيفا: قال: “هناك نقطة مهمة جدا: بناء على وبالصراحة والشفافية التي اعتدنا عليها، فإننا نقدم كل السيناريوهات المحتملة: الدولة المصرية لن تدخل الحرب إلا إذا واجهت تهديدا مباشرا لحدودها أو مقدراتها، وإلا فإننا نتخذ نهجا متوازنا للغاية على مبادئ واضحة، وهي أن يكون لدينا سلاح ويجب على القوات الدفاع عن الدولة المصرية في حالة ظهور تهديد مباشر.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الوزراء أنه في حال تفاقم الوضع في المنطقة واستهداف المنشآت النفطية والنووية الموجودة في المنطقة، فإن الأمور ستخرج عن السيطرة ويتحول الأمر إلى رد فعل متبادل. فماذا يحدث؟ وأجاب أنه سيكون له تأثير كبير على كل شيء بدءًا من أسعار النفط ومنتجاته وحتى ضمان نقل هذه المنتجات إلى الوجهة، بما في ذلك مصر، ولهذا السبب نراقب ذلك باعتباره أحد السيناريوهات التي يمكن أن تحدث. مضيفا أن هناك سيناريو آخر حول تأثير تدهور الأوضاع على التجارة وجميع شبكات التجارة والنقل والنفط والخدمات اللوجستية. هذه كلها سيناريوهات نأمل ألا تحدث، لكن دورنا كحكومة يجب أن يكون مستعدا لكل حالة من هذه الحالات.

وأوضح أن مصطلح “اقتصاد الحرب” يعني توجيه كافة موارد الحكومة نحو تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين وكيف يمكننا ضمان تحقيق ذلك بأقل ضرر ممكن على المواطن المصري.

وتابع قائلا: “أذكركم بفترة كوفيد-19، عندما كانت الموارد الحكومية مركزة بالكامل على دعم القطاع الصحي، وتم استخدام اللقاحات والتدابير المتخذة في هذا السياق، وكذلك كيفية تأمين موارد إضافية. مما اضطرنا إلى إعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة بشكل كامل للتعامل مع هذه الأزمة. ما نتحدث عنه هو أنه في حالة حدوث مشكلة أو أزمة كبيرة، واليوم لا يمكن لأي خبير أن يتنبأ بالضبط كيف ستنتهي الأمور ولكن يبقى الأمر مجرد تخمين وبالتالي يبقى دورنا ومسؤوليتنا كحكومة، مع كل السيناريوهات، حتى الأكثر تشاؤما.

وأضاف رئيس الوزراء: “ما أود التأكيد عليه هو أن مبادئ مصر واضحة وأنها إن شاء الله لن تدخل في حروب إلا إذا كان هناك تهديد مباشر لحدود ومقدرات الدولة المصرية، وتوضيح ذلك”. الأمر والتأكيد على ضرورة استشراف كافة السيناريوهات منذ أحداث 7 أكتوبر 2018. في السابق لم يكن أحد يتخيل أن يتدهور الوضع بهذا الشكل وأن تتسع دائرة الصراع إلى الجنوب ومضيق باب المندب، وسيكون هناك خطر توقف الملاحة، إضافة إلى ذلك. إلى تراجع موارد قناة السويس إلى 40% فقط من مواردها السابقة. ولم يكن من المتصور حدوث مثل هذه السيناريوهات، ولكننا تعلمنا أنه نظرا لحقيقة ما يحدث، يجب أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات المحتملة.

واستطرد رئيس الوزراء في الحديث حول هذه النقطة، وأشار إلى أن كل ما ذكره لا يعني أننا نرهب أحدا، ولا أننا نخلق سيناريو متشائما للمواطنين، بل إننا نفعل ذلك في إطار الشفافية. ومسؤوليتنا تمثل دولة وحكومة، وتكرر ضرورة طمأنة المواطنين بأننا كدولة نلبي احتياجاتنا، ومن ناحية أخرى تشير بوضوح إلى أن الاقتصاديين بحاجة إلى التعرف على التقرير الإيجابي المهم الذي قدمه جولدنمان ساكس في نهاية سبتمبر من العام الماضي عن مصر إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية العالمية، أشار فيها إلى أن مصر تسير نحو الطريق الصحيح، بالإضافة إلى زيادة الاحتياطيات الأجنبية، بالإضافة إلى أن البلاد تتحرك في الاتجاه الصحيح للتحديات الاقتصادية، حيث تشير جميع المؤشرات الاقتصادية إلى أننا في طريق التحسن، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع خلال العامين المقبلين.

دكتور. وقال مصطفى مدبولي: التقارير أشارت أيضًا إلى نقطة مهمة جدًا تتفق مع ما قلته قبلكم، وهي توقعات التضخم، وهي أن معدل التضخم سينخفض إلى أقل من 10% قبل أو بنهاية عام 2025. وهذا بالضبط ما حددته الدولة وفق تقييماتها وتعليماتها.

وتابع رئيس الوزراء: “لذا فإن المبادئ التوجيهية لهذه المؤسسة توضح أنه إذا قامت مصر باستثمارات أجنبية بنفس الوتيرة وجذبت الاستثمارات الأجنبية المباشرة، سواء من خلال الأعمال التجارية أو من خلال تعزيز وتحسين مناخ الاستثمار الذي تنفذه الدولة، فإننا إذا أخذنا في الاعتبار، كخطوة أولى، الإصلاحات الضريبية وتبسيط الإجراءات التي قدمها وزيرا المالية والاستثمار الأسبوع الماضي، فسوف يستمر الاقتصاد المصري في التحسن بشكل ملحوظ في الفترة المقبلة.

وأضاف: “أردت تسليط الضوء على هذه القضية حتى نفهم كيف يرانا العالم وكيف يرى التوجهات التي تسير وفقها الدولة، وأن مصر ملتزمة تماما بكل الإصلاحات الهيكلية التي وعدت بها”.

وفي سياق آخر قال د. مصطفى مدبولي: “من الأمور الإيجابية التي ذكرتها خلال زيارتي للأقصر أن اليوم سيبدأ التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير، وهو مشروع ضخم ستتم متابعته أسبوعيا”. لقد أتاحت لنا الجمهورية اليوم استكمال هذا المبنى الذي يعتبر “هدية مصر للعالم أجمع”.

وفي الختام قال رئيس الوزراء: “نبدأ اليوم التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير، وندعو الله أن يتم افتتاح هذا المشروع الضخم رسميًا عندما تتحسن الأمور، مما سيساعد في جذب جزء كبير جدًا منه”، حسب تقديرات رئيس الوزراء. وبحسب حركة السياحة العالمية وجميع شركات السياحة فإن أعداد السياح الأجانب ستنخفض بعد اكتماله.

المصدر: رئاسة مجلس الوزراء


شارك