مدبولي: بناء القوة الشاملة مهم للردع.. وثوابت الدولة المصرية أنها لا تدخل في حرب إلا إذا تعرضت لتهديد مباشر
رئيس الوزراء د. وشدد مصطفى مدبولي على أن إنشاء قوة عسكرية شاملة أمر في غاية الأهمية لدرء أي محاولات للتأثير على مصر أو تهديدها في هذا الصدد. “بدون دولة قوية بكل إمكانياتها يمكن أن نكون جشعين ومهددين من أي قوة أخرى”، وقال: “الثوابت الدولة المصرية لا تدخل في حرب إلا إذا كانت مهددة بشكل مباشر وكان هناك تهديد مباشر لها حدود أو قدرات كبيرة. وإلا فإن مصر تنتهج نهجا متوازنا.. مبادئنا واضحة وقواتنا المسلحة تدافع عن الدولة المصرية عندما يكون هناك تهديد مباشر لها”.
وشدد رئيس مجلس الوزراء، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الأربعاء، على أبرز النقاط التي أثارها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التعليمية الأربعين للقوات المسلحة بعنوان “انتصار أكتوبر 1973.. تاريخ شعب”. أن الدولة المصرية، في ظل الظروف المضطربة التي تعيشها المنطقة، تتحرك وتفرض عليها -رغم تفضيل مصر لخيار السلام المستدام- مواصلة توسيع قدرات القوة الشاملة لهذا البلد، والسبيل الوحيد هو السلام، الذي نعيش فيه حاليًا، للحفاظ عليه وحمايته.
وقال رئيس الوزراء إن الرئيس السيسي أكد أيضاً أن التحديات الإقليمية تجبرنا كمصريين على تحقيق أعلى مستوى من التلاحم حفاظاً على مقدرات الوطن وإنجازاته، لأنه طالما أن الجبهة الداخلية متماسكة والمواطنون إذا كنا فوقها ومن خلال إدراكنا لما يحدث في جميع أنحاء المنطقة، يمكننا الحفاظ على قدرات الدولة المصرية ومواجهتها. ومع كل التحديات الإقليمية غير المسبوقة التي نواجهها، فإن هذا أمر أساسي لأمن واستقرار الأمة.
وأشار مدبولي إلى أنه في المؤتمر السابق كان هناك سؤال أثار جدلاً كبيراً حول تطور السيناريوهات المختلفة التي تقوم بها الدولة للتعامل مع الأوضاع التي تشهدها المنطقة، وكان جوابي على ذلك أننا نتعامل مع كل السيناريوهات، وهي ففي حال تدهور الوضع كثيراً وتطور إلى حرب إقليمية سنضطر إلى… اللجوء إلى إدارة الدولة فيما يسمى باقتصاد الحرب، وهذا ما أثار جدلاً.
وقال: علينا أن نأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات وعندما تحدثت عن اقتصاد الحرب؛ وهذا لا يعني أن مصر ستدخل في حرب. ثوابت الدولة المصرية أنها لا تدخل في حرب إلا إذا كانت مهددة بشكل مباشر ويوجد تهديد مباشر لحدودها أو مقدراتها الرئيسية. وبخلاف ذلك فإن مصر تتبع نهجا متوازنا واضحا ويجب على قواتنا المسلحة أن تدافع عن الدولة المصرية عندما يكون هناك تهديد مباشر”.
وتساءل مدبولي: ماذا سيحدث إذا تفاقمت الحرب القائمة وتم استهداف المنشآت النفطية والنووية في المنطقة، معتبراً أنه في هذه الحالة سيكون لها تأثير كبير على كل شيء بما في ذلك أسعار النفط ومنتجاته وضمانها وصول المنتجات بغض النظر عن سعرها.
وحذر مدبولي من تأثير هذه الحرب -في حال حدوثها- على التجارة والنقل، مشددًا على ضرورة وضع السيناريوهات واستشراف كل ذلك.
وقال إن كلمة “اقتصاد الحرب” تعني أن جميع موارد الدولة تهدف إلى تأمين الاحتياجات الأساسية وحياة المواطنين وضمان أن يتم ذلك بأقل ضرر ممكن على المواطن المصري.
إلى ذلك، أكد مدبولي أن زيارة ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود لمصر، أمس، حملت العديد من الرسائل المهمة في هذه اللحظة بالذات فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة.. مما يشير إلى أن جزءًا مهمًا من وتحدثت المباحثات بين… الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي، عن الأوضاع الإقليمية، والتنسيق الكامل الذي يجري بين مصر والسعودية في هذا الإطار، وكيفية التعامل مع المتغيرات السريعة للغاية التي تشهدها المنطقة. وما يجري، وضرورة وضمان التنسيق الكامل بين البلدين المهمين اللذين يمثلان جناحي الأمة العربية والإسلامية. وهي واحدة من الدول الأكثر نفوذا في المنطقة.
وأضاف أن المباحثات تطرقت إلى التحديات القائمة في مناطق الصراع المختلفة حيث أن جميع الرؤى بين مصر والسعودية بشأن هذه الصراعات واحدة وكيفية تضافر الجهود وبذل كافة الجهود الممكنة لمحاولة حماية المنطقة من تأثيراتها. نحن نأخذ هذه الصراعات على محمل الجد ونحاول أيضًا إيجاد حلول سلمية لها.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، قال رئيس الوزراء إن الرئيس السيسي وولي العهد السعودي شهدا التوقيع على إنشاء مجلس التنسيق الأعلى بين مصر والسعودية، وهي آلية مهمة للغاية يتم من خلالها التنسيق الكامل على أعلى مستوى في بعض الدول. وتحقق المجالات التي ستتم في إطار العلاقات الثنائية والعلاقات الخاصة في المنطقة.
وأوضح أن الهدف الأساسي للمجلس هو تفعيل وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، معرباً عن أمله في أن تشهد طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وأكد مدبولي أن التوقيع على اتفاقية تعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسعودية؛ في وقت قياسي وسريع؛ وتنص على مواصلة تعزيز وجاذبية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، فضلا عن حماية هذه الاستثمارات، مبينة أن الاتفاقية تنص على العديد من التدابير الرامية إلى تبسيط وتحفيز عملية الاستثمارات المتبادلة. وستكون هذه بداية زيادة الاستثمارات السعودية في مصر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن المباحثات مع الجانب السعودي تطرقت إلى ملفات الصناعة، مشيراً إلى أن التركيز خلال الفترة المقبلة سيكون على الاستثمارات المشتركة في القطاع الصناعي وقطاعات أخرى مختلفة تناسب الاقتصادين المصري والسعودي كما تم التركيز على الجديد. ومشاريع الطاقة المتجددة التي يجري تنفيذها محليا، وأهمها موضوع الربط البيني في السعودية ومصر.
وأشار إلى أنه في مايو أو يونيو المقبلين سيتم تشغيل المرحلة الأولى من الربط بسعة 1500 ميجابايت، وهو اتصال متبادل بين البلدين، وسيكون ذلك منفعة متبادلة للبلدين نظرا لذروة الذروة. تختلف ساعات العمل في مصر عن تلك الموجودة في المملكة العربية السعودية، وبالتالي يمكن لمصر الاستفادة من فترة الذروة عن طريق… الحصول على الكهرباء من المملكة العربية السعودية والعكس: خلال فترات الذروة، تتلقى المملكة الطاقة من مصر.
وأوضح رئيس الوزراء، أنه من المتوقع أن يصل حجم مشروع الربط بين مصر والسعودية إلى 3000 ميجابايت، منها 1500 ميجابايت فقط في المرحلة الأولى، تليها 1500 ميجابايت، مشددًا على أن الثلاثة آلاف ميجابايت أكبر من السعة الإقليمية للشبكة. دول التعاون الخليجية بأكملها.
قال مدبولي هذا خلال جائحة كورونا؛ وبدأت الدولة بتوجيه كافة مواردها للقطاع الصحي للتعامل مع الأزمة واضطررنا إلى إعادة هيكلة موازنة الدولة للتعامل مع هذه الأزمة “وهذا ما نتحدث عنه أنه في حالة حدوث أزمة كبيرة ومن دورنا ومسؤوليتنا كحكومة أن نقترح كل السيناريوهات، حتى الأكثر تشاؤماً”.
وشدد رئيس الوزراء، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع الحكومي الأسبوعي، الأربعاء، على ضرورة الاستعداد لكل السيناريوهات. وهذا ما تعلمناه منذ 7 أكتوبر وبداية الأزمة والعدوان على غزة، إذ لم يكن أحد يتخيل مدى تأثير العدوان على غزة؛ وأضاف أن ذلك سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع جنوبا وحتى مضيق باب المندب وإيقاف وتهديد حركة الملاحة وتقليص موارد قناة السويس إلى 40% فقط من مواردها.
وقال: «تعلمنا من الواقع والأحداث أنه لا بد من الاستعداد لكل السيناريوهات القائمة. نحن لا نطلق تصريحات تثير الخوف والتشاؤم، بل نعرض في إطار شفاف ما هي مسؤوليتنا كدولة مؤسسية إذا طرأت أي سيناريوهات”، مؤكداً أنه تم أخذ احتياجاتنا كدولة في الاعتبار حتى نكون معكم. يتعاملون معهم ويتعاملون معهم.
وأشار مدبولي إلى تقرير مؤسسة جولدمان ساكس، إحدى أهم المؤسسات في الاقتصاد العالمي. وأكدت أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح وأن استمرار سياساتها سيولد توقعات جيدة للاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة. كما سلطت الضوء على زيادة احتياطيات النقد الأجنبي وتوقعاتها بانخفاض التضخم إلى أقل من 10% بنهاية عام 2025.
وأوضح أن التقرير يشير إلى أن الاقتصاد سيستمر في التحسن خلال الفترة المقبلة إذا استمرت البلاد في العمل بنفس الوتيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وفي نهاية كلمته أشار مدبولي إلى انطلاق التشغيل التجريبي الجزئي للمتحف المصري الكبير اليوم، وأشار إلى أهمية هذا المشروع الذي يجري تنفيذه بمتابعة مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. للوصول إلى هذا الهيكل العظيم الذي يعد هدية من مصر للعالم أجمع، وبمجرد اكتماله سوف يجذب جزءًا كبيرًا من سائحي العالم.
وردا على سؤال حول إنشاء آلية لدراسة تمويل مشروعات التنمية في دول حوض النيل، قال رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي أن ذلك يأتي في إطار رؤية مصر وقوتها الناعمة وتوجهها الاستراتيجي، خاصة بالنسبة للدول الأفريقية الواقعة في جنوب حوض النيل؛ والهدف من ذلك هو مساعدة هذه الدول في إطار الشراكة معها ودور مصر المهم فيها.
وأضاف مدبولي أن مصر ستقوم بتمويل وتنفيذ مشروعات تنموية لسكان دول جنوب حوض النيل. وذلك في إطار دعم الاقتصاد المحلي وتلبية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء المواطنين في هذه الدول.
وأشار إلى أن مصر لها حضور قوي في أفريقيا. وستساعد هذه الآلية على تعزيز العلاقات الثنائية مع دول حوض النيل الجنوبي.
وقال مدبولي: نعمل مع الجانب السعودي على تعزيز الاستثمارات المشتركة خلال الفترة المقبلة، خاصة في قطاع الصناعة والطاقة الجديدة والمتجددة وقطاع السياحة والتنمية العمرانية. والأهم من ذلك أن التعاون بينهما هو أيضًا القطاع الخاص الذي يلعب دورًا كبيرًا في كلا البلدين ولديه استثمارات كبيرة قائمة.
وتابع: اتفاقية إنشاء مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، الموقعة أمس، سيتم عرضها على البرلمان المصري ومن ثم مراجعتها والموافقة عليها لحين دخولها حيز التنفيذ في البلدين، مشيرًا إلى أن هناك تواصل كامل مع صندوق الاستثمار السعودي. والقطاع الخاص السعودي. مناقشة الفرص الاستثمارية المتعددة في مصر خلال الفترة المقبلة، في ظل الاتفاقية المصرية السعودية. وسيشمل في آلياته كافة المشاريع الاستثمارية بين البلدين.
وأوضح رئيس الوزراء أنه عندما يتم طرح المطارات في برنامج المناقصة؛ تمت مناقشة إدارة وتشغيل المطارات، ولكن لا يوجد بيع للمطارات، مع التأكيد على أن المطارات هي مشروعات منفعة عامة للدولة المصرية. ولذلك فإن كافة المشروعات المنجزة هي مشروعات تنموية وإدارية وتشغيلية، ولكن الملكية النهائية تقع على عاتق الدولة المصرية.
وأضاف: فيما يتعلق بالبنوك؛ والمشكلة مختلفة، فهناك بنوك مملوكة للدولة وأخرى مملوكة للقطاع الخاص. ولذلك يقترح في بعض البنوك الموجودة؛ ويتم ذلك من خلال الأسهم المعروضة في الدولة أو البنوك الخاصة. البنوك الخاصة مملوكة لبعضها البعض، لكن البنوك العامة تظل مملوكة للدولة.
وفيما يتعلق بقطاع السياحة، قال مدبولي إن السياحة جزء مهم للغاية من أولويات الحكومة.
وأضاف أنه سيتم الاعتماد على أربعة قطاعات لدفع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، وهي الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع السياحة، وهي قطاعات صناعية مهمة للغاية سيتم تحديد موقعها.
وأشار إلى أن قطاع السياحة يشهد طفرة كبيرة ويحقق أرقاما كبيرة. وقال إن الخطة تهدف إلى مضاعفة عدد السياح القادمين خلال العام.
من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء عن خالص تعازيه لأسر وأحباء الضحايا الذين قضوا في حادث الجلالة، مضيفا أن الحادث وقع بسبب خطأ بشري (من سائق الحافلة)، مضيفا أن الإجراءات الهامة سيتم اتخاذها لقد تناولنا هذه المشكلة من أجل الحماية والحد من هذا النوع من الحوادث.
المصدر: آسا