المشاط من واشنطن: النظام المالي العالمي لا يستجيب بشكل كافٍ لتحديات قارة أفريقيا وتطلعاتها

منذ 4 ساعات
المشاط من واشنطن: النظام المالي العالمي لا يستجيب بشكل كافٍ لتحديات قارة أفريقيا وتطلعاتها

حضرت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر بالبنك الدولي، فعاليات رفيعة المستوى في الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الدولي لعام 2024 في واشنطن العاصمة يوم الجمعة، حيث سلطت الضوء على أجندة القارة الأفريقية وأهدافها. أولويات إصلاح الهيكل المالي العالمي وكذلك اجتماع المجموعة في أفريقيا مع رئيس مجموعة البنك الدولي وتوسيع أسواق الكربون الأفريقية.

جاءت كلمة رانيا المشاط في اجتماع مجموعة العمل الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالهيكل المالي العالمي، الذي نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA) بمشاركة وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة، وكذلك وزراء المالية. الوزراء وممثلو الاتحاد الأفريقي وبنك التنمية الأفريقي وبنك التصدير والاستيراد الأفريقي وبنك التصدير والاستيراد الأفريقي وصندوق النقد الدولي.

وشددت على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فعالة لهيكلة النظام المالي العالمي لجعل تمويل التنمية أكثر عدالة وإنصافا، مضيفة أن القارة الأفريقية لديها فرصة فريدة لتسريع تحولها إلى سوق واحدة لاعب رئيسي في سلاسل القيمة العالمية. وموقع استثماري مهم، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالتحول. ومع ذلك، فإن هذا التقدم يعوقه النظام المالي العالمي الذي تم إنشاؤه في عصر مختلف ولا يلبي بشكل كاف احتياجات البلدان الأفريقية أو يستغل الفرص التي توفرها القارة من حيث مواردها الطبيعية والبشرية الغنية. لقد حان الوقت لإنشاء هيكل مالي عالمي يخدم أفريقيا بشكل أفضل.

وأوضحت أنه في السنوات الأخيرة، أطلق القادة الأفارقة دعوات عالية وواضحة بشكل متزايد لإجراء تغيير منهجي، بدعم من المؤسسات والمنظمات الأفريقية التي حددت العديد من الأولويات التي يمكن تحقيقها على المدى القصير إلى المتوسط؛ وشمل ذلك صياغة حل شامل لأزمة الديون، وزيادة المنح والتمويل الميسر لأفريقيا، والالتزام بأجندة طموحة للنمو الأخضر لأفريقيا، وضمان إعادة توجيه حقوق السحب الخاصة إلى المؤسسات المالية الأفريقية، وتعزيز صوت أفريقيا وقوتها في العالم. القرارات العالمية وهيئات صنع القرار.

وأشار المشاط إلى التقارير الدولية التي تناولت ارتفاع أعباء الديون على دول القارة، مما يؤكد ضرورة إصلاح نظام التصنيف الائتماني القائم من خلال إنشاء وكالة تصنيف إقليمية، مما سيساعد في تقديم تقييمات أكثر دقة تعكس الظروف الاقتصادية الإقليمية. والديناميات الاجتماعية والعوامل السياسية الخاصة بأفريقيا.

كما ناقش الاجتماع أهمية إعادة هيكلة ديون الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل واستخدام آلية تبادل الديون من أجل التنمية كأداة تمويل مبتكرة، فضلا عن اعتماد سياسات تنموية اقتصادية تدعم النمو والتوظيف ورفع الإنتاجية. وفي الوقت نفسه، يتم تهيئة بيئة استثمارية مواتية لاجتذاب رأس المال الخاص الدولي والمحلي، ويعمل التعاون المتعدد الأطراف على تمكين تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون التابعة للاتحاد الأوروبي بكفاءة وفعالية، وخاصة في البلدان النامية.

وفي سياق متصل، حضرت المشاط اجتماع محافظي المجموعة الأفريقية مع رئيس مجموعة البنك الدولي أجاي بانجا، حيث ناقش الاجتماع خمسة محاور رئيسية تعزز نظام الدفع عبر القارة الأفريقية، وتسريع الوصول إلى الطاقة وربط الطاقة في القارة و وتعزيز الشراكات مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف، وإصلاح الهيكل المالي العالمي، والتجديد الحادي والعشرين لموارد المؤسسة الدولية للتنمية.

وألقت المشاط كلمة أكدت فيها ضرورة تحقيق أقصى استفادة من الشراكات الحالية والجديدة مع بنوك التنمية متعددة الأطراف مع تحسين الأداء كوحدة واحدة لمجموعة البنك الدولي، وكجزء من عمليات البنك الدولي، هناك فرصة لتحسين فعالية هذه زيادة التعاون من خلال تحسين تكامل الجهود مع بنوك التنمية الأخرى وخلق حوافز داخلية وخارجية أكبر لتعزيز الشراكات.

وتابعت أنه من خلال هذه الجهود، يمكن لمجموعة البنك الدولي العمل على تشجيع الابتكار وتوسيع نطاق التمويل. وفي الوقت نفسه، أشادت سعادتها بتطوير البنك لميثاق المعرفة من أجل العمل في مايو 2024. معربة عن رغبتها في تنفيذ مبادئ الميثاق.

وأوضح المشاط أن الدول الأفريقية لم تصل بعد إلى إمكاناتها التجارية، وهو ما يجعل دور بنوك التنمية متعددة الأطراف أكثر أهمية، مؤكدا أن المزايا التنافسية لهذه البنوك ومواردها المالية وشبكاتها الواسعة يمكن أن تدعم تطوير سوق قوية. ويدعم المساهمة في تحسين التجارة داخل القارة الأفريقية وتحسين التكامل الإقليمي.

وطالبت المشاط مجموعة البنك الدولي بالعمل مع الاتحاد الأفريقي لتحسين الشمول المالي في القارة وتحسين تكامل أنظمة الدفع داخل القارة للمساعدة في تحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة في تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية متعددة الأطراف في القارة والبحث. مراكز لمكافحة التهديدات السيبرانية، وتطوير الخبرات المحلية في أنظمة الدفع وإدارة سلسلة القيمة، ودعم حاضنات شركات التكنولوجيا المالية الناشئة لتعزيز نظام المدفوعات في أفريقيا.

وفي معرض إشارتها إلى الدور الحاسم الذي سيلعبه القطاع الخاص في الوقت الذي تسعى فيه البلدان الأفريقية إلى الحصول على فرص تجارية أكبر، أوضحت أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في أفريقيا تواجه تحديين رئيسيين: صعوبة الحصول على التمويل ورأس المال بأسعار معقولة، وشددت على تمويل التجارة. ويجب سد الفجوة في أفريقيا لتسهيل تكامل سلسلة القيمة التجارية والصناعية. وهناك أيضا حاجة إلى توسيع حلول التمويل بالعملة المحلية وتطوير أسواق رأس المال المحلية.

وشددت على ضرورة تشجيع مجموعة البنك الدولي، ولا سيما مؤسسة التمويل الدولية (IFC) ووكالة ضمان الاستثمار (MIGA)، على مواصلة الابتكار وحشد الدعم لنهج التمويل المختلط، وتوفير الضمانات ومرافقة إنشاء منصات مالية جديدة. والأدوات من خلال الخدمات الاستشارية للحد من مخاطر الاستثمار وسد الفجوات في أفريقيا، مع إتاحة التمويل الميسر الكافي لجميع البلدان.

واختتمت كلمتها بتناول التعاون المتزايد لمجموعة البنك الدولي مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف لتحديد فرص التمويل المشترك وتعزيزها، مثل تلك التي توفرها منصة التمويل المشترك العالمية، مع مواءمة السياسات والإجراءات مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف لتقليل الأعباء التي يتحملها العالم. بلدان العملاء.

وفي هذا السياق، تحدثت المشاط في فعالية رفيعة المستوى بعنوان “توسيع أسواق الكربون في أفريقيا: التحديات والفرص” نظمتها الهيئة التنظيمية المالية المصرية تحالف جلاسكو المالي لتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية (GFANZ). ومبادرة أسواق الكربون الأفريقية. بمشاركة محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل خطة التنمية المستدامة، ومحمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية، وجان بول سيرفيه رئيس المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية ( الإيسكو).

وأكدت المشاط أن القارة الأفريقية تعاني بشكل خاص من آثار التغير المناخي وتتعرض لتقلبات مناخية حادة مما يعيق جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة، مضيفة أن أسواق الكربون وسيلة فعالة للحد من انبعاثات الغازات الضارة. لأنها تعزز النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وتسمح أيضًا للأسواق بإنشاء نظام يجمع بين حماية البيئة والتنمية الاقتصادية من خلال الاستفادة من الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة وغيرها من المبادرات البيئية التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتمثل هذه الأسواق أيضًا فرصة لاستخدام مواردنا الطبيعية الوفيرة بطريقة مسؤولة.

ونوهت بأهمية استكشاف الفرص المتاحة لأسواق الكربون في أفريقيا، والتصدي بشكل مباشر للتحديات التي تواجهها وتوسيع أسواق الكربون الطوعية، خاصة وأن أفريقيا تتمتع بثروة من الفرص والموارد للقيادة، لذلك نحن قادرون على خلق كربون موثوق وفعال. الائتمانات بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مما يزيد من مصداقية أسواقنا، ويؤكد على أن التقدم في هذا المجال سيسهم في تحقيق قدر أكبر من الشفافية والكفاءة. وسوف تعمل على تحسين قدرات البلدان الأفريقية على مواجهة تحديات المناخ. كما أنه يؤكد على الدور المتنامي لأفريقيا في النقاش العالمي حول المناخ.

وسلطت الضوء على تجربة مصر في هذا المجال، حيث أطلقت الهيئة التنظيمية المالية أول سوق طوعي منظم للكربون في مصر بالتعاون مع البنك الدولي. وهذه خطوة مهمة نحو تحقيق طموحاتنا في بناء الاقتصاد الأخضر.

واختتمت المشاط كلمتها بالتأكيد على أنه على الرغم من التحديات التي قد تواجهها أسواق الكربون في أفريقيا، إلا أن الفرص المتاحة واسعة ومتعددة، مشددة على أنه يجب على أفريقيا أن تشارك بنشاط في المناقشات العالمية حول المناخ والتأكد من وجود رؤيته في جميع المحادثات.

المصدر: البيان المنشور على موقع مجلس الوزراء


شارك